أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كرم جبر، أن الأمة العربية تواجه تحديا رهيبا يتمثل في الإعلام الإلكتروني، وأنه إذا لم نتسلح بالعلم والمعرفة ودخول العالم الجديد بأدواته ووسائله سنواجه حروبا أكثر شراسة مع الشركات الكبرى التي تتحكم في الإعلام الجديد وترسم اتجاهاته السياسية التي تتعارض أحيانا مع ثوابتنا الوطنية، علاوة على إهدار الحقوق المادية الكبيرة للدول العربية.
وقال “جبر”، في كلمته اليوم /الأربعاء/ أمام الدورة 51 لمجلس وزراء الإعلام العرب برئاسة السودان ” إننا نواجه -أيضا- خطر الشائعات المغرضة والدعاية الكاذبة التى تضرب أمن واستقرار المجتمعات العربية وتتطلب منا جميعا أن نتوصل إلى رؤى مشتركة لنشكل حوائط صد من واقع ثقافتنا العربية والإسلامية مع الأخذ في الاعتبار أهمية توسيع دوائر الحوار والتعبير عن الرأي والحرية والممارسة الديمقراطية”.
وأضاف “يأتي اجتماعنا اليوم في وقت ربما يكون الأصعب في تاريخ العمل العربي المشترك ويحتاج أن نتسلح برؤى إعلامية تتسم بالوعي واليقظة والسرعة”، مشيرا إلى أننا نواجه ومنذ سنوات خطر الإرهاب الذى يهدد مجتمعاتنا العربية بحروب أهلية تأتي على الأخضر واليابس .
وتابع “جبر”:”إذا كنا نعلم من هو العدو الخارجي ونتحد ضده؛ لكن الآن من الصعوبة أن نحدد مفهوم العدو الذى ينطلق من الداخل ويشكل نوعا من الفناء الذاتي، وآن الأوان لتفعيل الرؤى الكثيرة التى توصلنا إليها في الاجتماعات المشتركة لوزراء الإعلام العرب وأن نصل إلى استراتيجيات موحدة لتطهير العقول من أفكار ومعتقدات أخطر من القنابل والمتفجرات والسيارات المفخخة التي يستخدمها الإرهابيون لنحمي شبابنا من الوقوع في براثن تلك الجامعات”.
ونبه إلى “أننا كأمة عربية نواجه تحديا قد يكون متطابقا في كل الدول متمثلا في المشاكل والتحديات التي تواجه الإعلام التقليدي وفي صدارته الصحافة الورقية لصالح الإعلام الجديد؛ مما يتطلب منا أن نتحاور ونتواصل لإيجاد حلول لهذه المشاكل والتحديات حفاظا على الأمن القومي العربي، وحتى لا نترك الرأي العام للعشوائية والارتجال الذي يحدث في بعض الأحيان”.
وأردف قائلا: “لو سألنا أنفسنا الآن ما هو الخطر المُلح الذى يهدد الأمن القومي العربي، كنا قديما نعرف ما هو الخطر ولكن الآن تعددت المخاطر والتهديدات وأحيانا يكون التهديد من قلب أمتنا ومن بعض أفراد شعوبنا”.
وتابع “جبر”:”يقولون إن الاعلام الآن لم يعد مجرد آراء وأفكار تملأ الصحف والفضاء الالكتروني الفسيح؛ وإنما هو من أهم ثوابت الأمن القومي العربي، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الجيوش العربية..صرنا نواجه مشاكل متطابقة في كل الدول العربية وآن الأوان أن نتوصل إلى عمل عربي مشترك”، مضيفا ” مشاكلنا واحدة .. همومنا واحدة.. الهموم التى تواجهنا واحدة؛ مما يحتم تقارب الرؤى والأفكار حول قضايا مصيرية مهمة لا يمكن الاختلال حولها أو الهرب منها”.
ورحب رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالوزراء ورؤساء الوفود العربية في مصر؛ التي كانت وستظل دعما وسندا لقضايا أمتها العربية ومدافعة عن أمنها واستقرارها، ناقلا في الوقت ذاته تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحرص دائما على تدعيم أواصر المحبة والتعاون والتواصل بين الدول الشقيقة والدفاع عن قضاياها والانحياز لما يحقق مصالحها والدعوة الدائمة إلى رأب الصدع والاحتماء بالقواسم المشتركة التي تحمي وحدة الصف العربي وتصون الدولة الوطنية في مواجهة الحروب والفتن التي تجتاح بعض المجتمعات العربية.