كتب: بيجاد سلامة
ولد محمد مظهر عام 1809، تعلم في مدرسة “رأس التين”، ثم أرسل في بعثة دراسية إلى فرنسا عام 1826 لدراسة الهندسة البحرية، وتخصص في دراسة الرياضيات والهندسة ونبغ فيهما، وهو في عمر الـ”17” من عمره.
وقد تتلمذ مظهر على يعد “أوجست كونت” مؤسس المذهب الوضعي الذي يرى أنه لا سبيل إلى المعرفة إلا بالملاحظة والخبرة، لذلك تأثر مظهر بفلسفة كونت الوضعية.
وظل محمد مظهر في فرنسا لمدة عشر سنوات، وقد امتدحه رئيس البعثة “المسيو جومار” في رسالته عن أعضاء البعثة، قائلاً: “إن نبوغ مظهر أفندي في الرياضيات لمما سترعي النظر”.
وقد نجح محمد مظهر في دراسته، وكان ترتيبه السابع بين 60 طالب فرنسي، ولهذا قدموه إلى الفيلسوف والمفكر الفرنسي “جون ستيوارت ميل” كواحد من أنبغ الناجحين.
حياته المهنية:
عندما عاد محمد مظهر إلى مصر عينه “محمد علي باشا”، والي مصر، ناظرًا لمدرسة المدفعية “الطوبجية”، ونال رتبة بكباشي، وتولى وظائف هندسية متنوعة، وبعدها أسند إليه بناء فنار الإسكندرية الكبير القائم بطرف شبه جزيرة في رأس التين، والذي يعد من أفضل وأهم أعماله.
وفي عام 1844 شارك في تصميم وبناء حوض لترميم السفن الحربية لصالح الأسطول المصري، كما أشترك مع “المسيو موجيل” في بناء القناطر الخيرية، التي صُنفت كمعجزة هندسية عالية في وقتها، ولأن محمد مظهر كان مجتهد ومتفوق أسند إليه الإشراف على إنشاء الجزء الخاص بفرع رشيد من القناطر، وتمت ترقيته إلى رتبة أميرالاي.
وبعد فترة ظهر خلل في بعض عيون القناطر يجب صيانتها، فسافر محمد مظهر لفرنسا ليتشاور مع المهندس الفرنسي موجيل بك لتصميم برنامج لإصلاح هذه العيون، وبعد عودته من فرنسا أشرف على تنفيذ البرنامج، ولهذا منحه الخديو إسماعيل رتبة الباشوية “الميرميران”.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور “كلوت بك”، مُنشئ أول مدرسة للطب في مصر، قال عنه: “مظهر أفندي لنا الحق أن نفخر به، وهو المهندس المصري الذي تلقى العلم في فرنسا، ويوجب مدحُه والثناء عليه”.