كتب: بيجاد سلامة
هو عبدالعزيز الأول ابن السلطان محمود الثاني وهو السلطان الـ”24″ من آل عثمان، ولد في 9 فبراير 1830، وبعد وفاة والده محمود الثاني أصبح أخوه الأكبر عبدالمجيد سلطانًا على الدولة العثمانية.
تقلد أمور السلطنة بعد وفاة شقيقه في 25 يونيو 1861، وفي بداية حكمه أهتم بتطوير العلاقات الخارجية للدولة العثمانية فأصبح أول سلطان يزور مصر، وكان ذلك في 3 أبريل 1863، فأستقبله المصريون استقبالاً حارًا. وكان الغرض من الزيارة تعزيز ولاء هذه الأراضي للدولة العثمانية. واستفاد إسماعيل باشا، حاكم مصر في ذلك الوقت، من زيارة السلطان.
ولذلك صدر في عهده 3 فرمانات خاصة بمصر
- عام 1866 جعل وراثة عرش البلاد في أكبر أبناء إسماعيل باشا من الذكور
- في 7 يونيو 1867 منح فيه حاكم مصر لقب “خديو” بمعنى “المعظم”
- في 10 يونيو 1873 نظم مختلف نواحي الإمتيازات، فأعاد التأكيد أن أكبر أولاد خديو مصر هو من يرث العرش، كذلك فقد مُنحت مصر حكم سواكن ومصوع على البحر الأحمر، ومنحت حكومتها حق إصدار القوانين واللوائح التنفيذية لها حسب حاجة البلاد، وكذلك صلاحية سن الضرائب وتحديد الرسوم الجمركية واحتكار بعض أوجه التجارة، وغير ذلك من الأمور الداخلية السيادية.
كما كان أول أول سلطان عثماني يسافر إلى الخارج من أجل الدبلوماسية، كما كان أول خليفة يزور العالم المسيحي، وغادر بعد ذلك إلى لندن بعدما دعته ملكة بريطانيا للزيارة.
وقد شملت رحلته إلى أوروبا، والتي بدأت في 21 يونيو 1867، زيارة كل من بلجيكا وبروسيا والنمسا أيضًا، وانتهت في 7 أغسطس 1867.
ورغم أن رحلته ساهمت بشكل إيجابي في تعزيز العلاقات الدبلوماسية، فإن رؤيته المبنية على الإقتصاد في الإنفاق وموقفه الرافض للتبذير تغير بعد هذه الرحلة.
وعلي الرغم مما فعله أثناء حكمه إلا أن زياراته الخارجية وتدخل الدول الأجنبية في شئون البلاد أدي إلي خلعه في 30 مايو 1876، وكانت الحجة هي تبذيره وإطلاقه يد روسيا في شؤون الدولة.
وأرتقى العرش مكانه السلطان “مراد الخامس”.
وفاته
عندما تم إبلاغه نبأ خلعه بعد مبايعة مراد الخامس، لم يبد أي مقاومة بعد أن رأى الجند يحاصرون القصر، وغادر القصر إلى قصر “الباب العالي”، فقضى به ثلاثة أيام، ثم أنتقل إلى قصر “جراغان” بناء على طلبه، ولكنه مُنع من التجول خارج القصر الذي أحيط بثلاث صفوف من الجند، ولم يستطع النوم طوال الليلة الرابعة من بعد خلعه، فتلاشت قواه مع الفجر، ثم غرق في النوم، وعندما استيقظ طلب مقصًا ومرآة ليشذب لحيته كما كانت عادته، وبحسب بعض الروايات فإن السلطان عبدالعزيز قطع بالمقص عروق يده اليمنى، وأخذ ينزف حتى توفي قبل وصول الأطباء.