سلايدر
أخر الأخبار

فى ذكرى وفاتها.. مسيرة أيقونة الشر نجمة إبراهيم

كتب – بيجاد سلامة

اسمها الحقيقي “بوليني أوديون”، هي الفنانة اليهودية نجمة إبراهيم، والتي ولدت في ٢٥ فبراير ١٩١٤، درست في مدرسة الليسيه بالقاهرة.

 

عام ١٩٢٠ كانت والدتها تقوم بشراء بعض الأقمشة وقامت باصطحابها معها وكان عمرها وقتها 6 سنوات، إلى سوق الغورية وانشغلت عنها فتاهت بوليني من أمها، بعدها جلست بوليني على رصيف الشارع تبكي بشدة فلمحتها سيدة مصرية وهي المطربة حياة صبري، رقَّ قلب المطربة لمنظر الفتاة فقامت بتهدئتها حتى توقفت عن البكاء، ثم ذهبت بها إلى قسم الشرطة للإبلاغ عنها، ولم ترضى المطربة أن تقضي الفتاة ليلتها في قسم البوليس فطلبت من مأمور القسم أن تحتفظ بها حتى يظهر أهلها وتقوم بتسليمها لهم، فوافق مأمور القسم على هذا الطلب.

بعد خروجها من القسم ذهبت المطربة حياة صبري مع بوليني إلى أحد المسارح بالقاهرة لأداء بروفات إحدى الأوبريتات، وكان في انتظارها الموسيقار سيد درويش ونجيب الريحاني وبديع خيري، وعرفوا بقصة الفتاة فقام الريحاني بالمزاح معها وغنى لها سيد درويش للتخفيف عنها.

بعد انتهاء البروفات عادت المطربة حياة صبري مع الفتاة بوليني إلى منزلها وقضت الفتاة بوليني ليلتها في منزل المطربة، وفي منتصف الليل قام شخص بطرق باب منزل المطربة فقامت المطربة بفتح الباب فوجدت رجلاً و إمرأة عرفت بعد ذلك أنهما والدا بوليني وأنهما عرفا عنوان المطربة من قسم البوليس فرحبت المطربة بهما ﻭضايفتهما، لكنها وبخت والدتها لإهمالها في المحافظة على إبنتها لكنها طلبت منهما الإنتظار حتى الصباح حتى تستيقظ الفتاة.

جاء الصباح واستيقظت بوليني لتجد أببها وأمها، ارتدت ملابسها واستعدت لمغادرة منزل المطربة حياة صبري وتوديعها، كانت تلك الليلة هي ليلة فارقة في حياة بوليني، لم تصدق الفتاة نفسها أنها صافحت العمالقة الريحاني وسيد درويش وبديع خيري وبدأ قلب الفتاة يتعلق بعالم الفن.

كانت أسرة بوليني مهتمة جداً بتعليم الفتاة تعليماً راقياً كونها سليلة عائلة ثرية ﻭراقية في المجتمع اليهودي المصري، لكن بوليني خذلتهم فقد سحرها عالم الفن.

بدأت بوليني تعد نفسها للدخول لعالم الفن فالتحقت بفرقة فاطمة رشدي كمغنية وعملت مع بديعة مصابني وبشارة واكيم، خطوة خطوة تدرّجت في الفن، ورغم أنها تخصّصت بعد ذلك في أدوار الشر إلا أنها نجحت بمهارة في أن تكون أيقونة الشر في العصر الكلاسيكي للسينما المصرية.

وفي 4 يوليو 1932، ذهبت لمشيخة الأزهر لتعلن اسمها واختارت اسم نجمة داود إبراهيم.

كانت الفنانة نجمة إبراهيم تعتز بمصريتها وتتمتع بوطنية عالية، فهي لم تعترف بدولة إسرائيل طوال حياتها، وكانت مؤيدة لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، حتي أنها عام ١٩٥٥ قررت التبرع بإيرادات مسرحيتها “سر السفاحة ريا” من تأليف وإخراج زوجها عباس يونس لصالح تسليح الجيش المصري، كما كان لها دورًا كبيرًا في المساهمة في المجهود الحربي أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦.

ونتيجة لمواقفها الوطنية وسمعتها الطيبة في المجتمع المصري، أخبرتها خادمتها أنَّ هناك أم تبيت ليلتها في المقابر بعد أن انقطع سبل العيش بها بعد استشهاد إبنها الضابط بالقوات المسلحة أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ كانت الأم تُدعى أم جميل، فطلبت الخادمة منها أن تساعدها ولو بالقليل، رقَّ قلب نجمة إبراهيم لتلك السيدة وذهبت بنفسها إلى المقابر لتشاهد تلك السيدة، فاكتشفت الفنانة نجمة إبراهيم أن تلك السيدة هي المطربة حياة صبري، بكت الفنانة العظيمة وهي تشاهد الزمان وغدره، فقد صارت امرأة عجوز متسولة تنام في المقابر بعد أن كانت مطربة كبيرة تُفتح لها أبواب أضخم المسارح في مصر، فأخذت نجمة إبراهيم تتحدث إليها وتُذكِّرها بليلةٍ مَرَّ عليها أكثر من أربعين ﻋﺎﻣﺎً، واصطحبتها نجمة إبراهيم إلى منزلها، وكأنَّ القدر يُعيد نفسه، واتصلت نجمة إبراهيم بنقابة الموسيقين وبالزملاء في الوسط الفني وبالقوات المسلحة تطلب منهم العون للمطربة حياة.

كانت الفنانة نجمة إبراهيم على خلاف أدوراها في السينما المصرية فقد كانت سيدة حنون طيبة ورقيقة القلب تمد يد العون للمحتاج والفقير ﻭالمسكين، ويروى عنها أنها بالرغم من إتقانها لأدوار الشر، إلاّ أنها كانت طيبة القلب، وكانت تخاف من خيالها.

تكريمها
– منحها الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في عيد العلم العاشر.
– منحها الرئيس السادات وسام الإستحقاق، وخصص لها معاش إستثنائي.

مرضها ووفاتها
أصيبت بمشاكل في الإبصار وأمر الرئيس جمال عبد الناصر بعلاجها في إسبانيا.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى