فنون

إبراهيم عبدالمجيد: المعالجة التقليدية الحمقاء لقضية فلسطين تزيد الاشتعال على الأرض

كتب – محمود أنور

قال الروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد إنه يجب على إسرائيل أن تفك كل أشكال الحصار على غزة والضفة الغربية، وأن تعترف بحل الدولتين وتترك الفلسطينيين يعالجون خلافاتهم، فحتى الانتخابات الأخيرة بين الفلسطينيين منعتها.

وإذا كانت الدعاية المضادة لحماس أنها تجعل الصراع دينيا فمن يملك القوة في الأرض المحتلة هي إسرائيل وهي التي ترفع الشعارات الدينية؛ ومن ثم جعلت البعد الديني للقضية أقوي، وهو بعد جنت منه مكاسب علي طول التاريخ الحديث.

وأشار إبراهيم في منشور له عبر صفحته الرسمية بـ”فيسبوك” إلى أنه إذا تخلت اسرائيل عن الأفكار الدينية سيجد الآخرون فرصة في إعادة النظر في شعاراتهم ونترك الزمن يغير في كل شيء، لكن المشكلة أن إسرائيل تعرف أن تطور الزمن سيجعل من دولتها مثل جنوب أفريقيا يعيش فيها الجميع في سلام.

لقد رأيت في الأيام السابقة فيديوهات أجنبية لم أكن أتصور أنها تحدث في إسرائيل منها إلقاء شاب فلسطيني من الباص لأنه ممنوع عليهم الركوب مع الإسرائيليين، ورأيت كيف أن أحياء الفلسطينيين في مدن في قبضة اسرائيل منذ عام 1948 مسوَّرة بالحجارة والأسلاك.

لا أعرف هل كلها أم بعضها لكنها ظاهرة غريبة لم تخطر ببالي خاصة وأنا أرى أعضاء فلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي مثلا فهل صار هذا الأمر عاديا لا يلتفت إليه أحد؟ ما هذا التمييز العنصري الذي لم يحدث إلا في أميركا في تاريخها مع الزنوج. وهل هذا استمر في أميركا. ألا تأخذ اسرائيل الدرس؟ وطبعا حدث في المانيا النازية ومع اليهود أنفسهم فكيف يفعلون ذلك بالفلسطينيين. هل صار هتلر نموذجا يحتذى؟

وحول اجتماعات مجلس الأمن، أوضح الروائي الكبير أن أميركا تؤخر للأسف اجتماع مجلس الأمن، وكان مقصودا في كل الأحوال ولا يزال زيادة خسائر الفلسطينيين دون اعتبار أنها كلها خسائر في المدنيين الكبار والصغار.

الفكرة القديمة الحمقاء أن ذلك سيكسر من شوكة الفلسطينيين دون الإجابة على سؤال ماذا فعلت المذابح للفلسطينيين منذ تقرر قيام إسرائيل حتى الآن. هل أضعفت من الفلسطينيين؟ نفس المعالجة التقليدية الحمقاء للقضية التي أزادت الاشتعال على الأرض مع مرور السنين.

وحول الموقف العربي قال عبد المجيد: لست ضد ما تفعله بعض الدول العربية للتوسط في إيقاف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين لكن المهم أن يضعوا أمام إسرائيل الحقائق فيما جرى وأولها أنهم من بدأوا في العدوان على أهل حي الشيخ جراح والمسجد الأقصي، وأنهم من أطلقوا طائراتهم على المدنيين في غزة ولم يصيبوا موقعا عسكريا واحدا. وأنهم هكذا خسروا كذبة الهدوء في الأرض المحتلة، فثورة أصحاب الأرض الحقيقيين لن تنتهي والمستفيد من إيقاف إطلاق النار هو إسرائيل نفسها ومن ثم عليها أن تتوقف عن سياسة التفرقة العنصرية وأن تلتزم بالاتفاقات السابقة ولا تتوسع مرة أخرى وأن القدس ليست عاصمة لها.

واختتم عبد المجيد كلامه قائلا: اعتبار إيقاف إطلاق النار بين الجانبين وحده إنجازا، أمر لا معني له، لأنه واضح جدا أنه كلما استمرت المعركة فالخاسر أكثر هو إسرائيل. والأجدى أن يناقش مجلس الأمن كل هذه الحقائق ويطرد مندوب إسرائيل الذي حين سألوه عما يحدث رفع التوراة وقال إن هنا حقنا أعطاه لنا الله ولن نتركه.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى