كتب -بيجاد سلامة:
اسمه عليوة ثابت بن قرية بني مر محافظة أسيوط، مداح الرسول صاحب الحنجرة الذهبية، الذي بدأ طريقًا مختلفًا مع الإنشاد الديني.
فبدأ مطربًا في قصور الثقافة على مستوى أقاليم جنوب مصر، ولم يكمل دراسته الثانوية وتفرغ للأغاني الدينية والعاطفية، بعد اكتشافه وجميع من حوله عذوبة صوته وقوته، ذاع صيته في قرية بني مر، ومنها عم أرجاء محافظة أسيوط، ولم يمر وقت طويل على النجاح الذي حققه عليوة، حتى اتخذ قرارًا حاسمًا غيّر مجرى حياته باتجاهه إلى الإنشاد الديني وابتعاده عن الأغاني نهائيًّا والتي وصفها بعد ذلك بـ”التافهة”.
يعتمد إنشاد الشيخ عليوة على النهج الروحي، فقد تأثر بقصائد الحلاج ومحيي الدين بن عربي وعمر بن الفارض، وقرأ كثيرًا في كتاب “البساتين والجنات في مدح سيد السادات” للشيخ أحمد أبوالحسن.
ورغم أنه لم يكمل تعليمه فإنه لم يجد صعوبة في قراءة وغناء الشعر الصوفي، حيث يبدأ بقراءة القصيدة وكتابتها أولا بخط يده، ثم كتابتها على الكمبيوتر وتشكيلها نحويًّا لدى أحد أساتذة اللغة العربية، ثم يحفظها عن طريق تسجيلها على شريط كاسيت وترديدها حتى يحفظها تمامًا، وأحيانا يكتبها في ورقة ويضعها في جيبه ليتطلع إليها في أي مكان يذهب إليه.
وله على هذه الحال عدد كبير من التسجيلات الصوتية، منها “وفي النبي” و”حب النبي” و”خطى الحبيب” و”حياتي أنا” و”على باب الكريم” و”قلبي إلى الحبيب”.
كون عليوة لنفسه فرقة خاصة بآلات الكمان والصفارة والعود والرق والطبلة والدف والقانون، وبدأ عام 1979م وقتها لم يكن هناك مشاهير في الإنشاد الديني إلا أحمد التوني وياسين التهامي، وأحيى عليوة حفلات في كل أرجاء مصر، جعلت صوته وكلماته قريبة من كل محبي الإنشاد الديني، وسافر إلى فرنسا ليحيي 6 حفلات على مسرح “العالم العربي” في باريس والذي غنت عليه الراحلة أم كلثوم.
وبعد مشوار عليوة مع الإنشاد يرفض أن يغير لونه أو يطوره ليناسب الشباب في عصرهم الحديث، مؤكدًا أن الإنشاد الديني لم يتأثر بهذه الهوجة ولا يزال بخير.