كتب: بيجاد سلامة
كان تلميذًا وفيًا للبابا خائيل في بطريركيته بعد أن كان تلميذًا له أيضًا في دير أبي مقار، ولد في مدينة سمنود.
وبعد نياحة البطريرك الأنبا خائيل، بحث الشعب عن من يستحق أن يعتلي الكرسي المرقسي، فرشح الشعب الأنبا مينا الأول بسبب ما عرف عنه من تقوى.
وجلس علي الكرسي المرقسي في أول برمودة سنة 483 للشهداء الموافق 27 مارس 767 م.
كانت حياته فترة سادها السلام في عهد خلافة المنصور بن محمد حتى أنه أصلح الكثير مما أفسدته الاضطهادات السابقة.
إلا أنه كان هناك عدو للكنيسة فسلط عليها راهبًا يدعي بطرس كان يرغب في الأسقفية، ونظرًا لعدم استحقاقه رفض البابا رسامته، فأشاع المذمة ضد البابا ثم سافر إلي سوريا وأخذ كتابًا زوره يطلب فيه من بابا إنطاكية مساعدات لبابا الإسكندرية، فجمع الكثير من المال وتوجه الخليفة الذي كان قد فقد ابنًا له، وكان مشابها في صورته لبطرس الراهب مما أثلج صدر زوجته حين شاهدته ومكث عندهم بضعة أشهر.
ثم أخذ خطابًا مختومًا بخاتم يطلب فيه من والي مصر إقامة بطرس بطريركًا بدلًا من البطريرك الذي كان يكرهه، فأحضر الوالي البابا والأساقفة، ولما وقف علي حقيقة الأمر، سجن بطرس ثلاث سنوات إلي أن تغير الوالي وخرج بطرس من سجنه، وسافر للخليفة مرة أخرى إلا أنه وهو في طريقه مات هذا الخليفة الذي كان يسانده، فعاد ثانية وجاء والي آخر
أضطهد المسيحيين بسبب وشاية الراهب بطرس، فأمسك البابا والأساقفة وسجنهم طالبًا منهم الذهب الذي كان بالكنائس، وظل يعذبهم وجعلهم يعملون بطلاء المراكب بالقطران لأنهم لم يقدموا له ما أراد، ولم يكن الوالي راضيًا عن هذه الأفعال إلا أنه نفذ مطالب الراهب خوفًا من الوشاية ضده عند الخلفية.
وعاد بطرس إلي بلده منبوذًا إلي أن مات، وقضي الأنبا مينا الأول علي الكرسي البطريركي ثمان سنوات وعشرة أشهر.
وتنيَّح بسلام في 30 طوبة سنة 492 للشهداء الموافق 26 يناير سنة 776م، ودفن في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
وعاصر من الحكام عبد الله أو جعفر ومحمد منصور المهدي.