كتب: بيجاد سلامة
ولد في مدينة البرلس كان فيها نابغًا في العلم والتقوى، حتى عُيِّنَ كاتبا في الديوان، فنال ثقة الجميع وأصبح معروفًا بالصفات الحسنة عند جميع الناس.
وطلب منه والداه أن يزوجاه لإقامه نسل ولكنه أبى وظهرت أغراضه السامية عندما استقال من وظيفته وقصد دير أبى مقار وتتلمذ للأسقف زكريا.
وأخذ أهله يبحثون عنه فأرسله الأسقف إلى المطرانية ليقيم بها، ثم استدعاه الأسقف زكريا وألبسه الإسكيم الرهباني ووضعه تحت أشراف وإرشاد رجل يدعى الأنبا إبراهيم، الذي أمره أن يختفي في دير باماهو حتى ينتهي الانزعاج الذي سَبَّبَه غيابه عن أهله، واستمر في ذلك الجبل مدة ستة أشهر، وأراد أن يزور أهله حتى لا يتعبوا في البحث عنه.
فعرض الأمر على الشيخ الأنبا إبراهيم وأقنعه به، فسارا معًا إلى بلدته حتى صارا بالقرب منها وقت غروب الشمس، ووصلا إلى مكان يملكه واحد من أهله، فباتا فيه وسأله عن أحوال أهله ومعارفه وما يجرى لهم بعد فراقه، وعرفه بنفسه، وطلب إليه أن يستدعي له رجلًا يدعى الشماس فليوثاؤس من أقربائه، وتقابل معه وطلب منه أن يخبر أهله بمجيئه بشرط أن يضمن له حجزهم والسماح له بالعودة إلى ديره، فقبل وانطلق إلى والديّ اسحق وأخبرهما بالأمر، فذهبا مع جمع كثيرًا إلى مكان إقامته، حيث كانوا في سرور كثير وطلبوا أن يبقى عندهم شهرا فقبل.
ثم رجع إلى معلمه الأسقف زكريا في الدير، وقد كان مجتهدا في أعماله في الكتابة والنسخ فأشركه معلمة معه في خدمة البيعة.
وبعد نياحة البطريرك اجتمع الأساقفة وفي مقدمتهم الأنبا غريغوريوس أسقف القدس، وتشاوروا مع كهنة الإسكندرية ومع كاتب الوالي على أن يقدموا الشماس جرجس من سخا بطريركًا، بدون اخذ رأي الوالي وكان حينئذ عبدالعزيز ابن مروان، وقالوا: إن سألنا الوالي نقول له أننا أقمنا جرجس بطريركًا بوصاية سلفه البابا يوحنا.
ثم أخذوا الشماس ورسموه قسًا وألبسوه إسكيم الرهبنة، وأذاعوا الخبر بأنه غدًا يُقام بطريركًا وغاب عن ذاكرتهم قول الرب “في قلب الإنسان أفكار كثيرة ولكن مشورة الرب هي تثبت” أمثال 19: 21
وجلس البابا على الكرسي المرقسي سنتان و10 أشهر ويومان، وتنيح في 5 نوفمبر 692م.