كتب: بيجاد سلامة
اسمها الحقيقي “صافيناز ذو الفقار” ولدت في 5 سبتمبر 1921م، منطقة جناكليس بالإسكندرية، عاشت بالإسكندرية فترة طفولتها وشبابها، درست في مدرسة راهبات نوتردام دي سيون الفرنسية، فأتقنت اللغتين الفرنسية والإنجليزية وعمل والدها في اللغة العربية فأحضر لها مدرسًا خاصًا يعلمها أصول اللغة ودروس الدين الإسلامي.
تعرفت علي فاروق لأول مرة حين أشتركت في الرحلة الملكية التي قام بها الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي وأخواته إلى أوروبا عام 1937، وخلال تلك الرحلة تعرفت عليه وأعلنت الخطبة الرسمية بعد عودة الأسرة المالكة إلى مصر في صيف عام 1937، وتم عقد القران في 20 يناير 1938 بقصر القبة، وكان زواجهما عيدًا لكل فرد من أفراد الشعب والمساجد والكنائس والشوارع والميادين كانت تسبح في الترنيمات والأضواء وأصبحت ليالي القاهرة والمحافظات نهارًا ممتدًا بل إن نهر النيل كان يغمره ليل نهار في العوامات والذهبيات والقوارب والفنادق على شاطئ يغمره الضياء والزينات والاحتفالات من كل الطوائف، وخرج الجميع ليظهر حبه وولاءه، حتى الشركات والمنازل فكل بيت مزين بالورود وعناقيد الكهرباء. وأستمرت الاحتفالات الرسمية ثلاثة أيام وثلاث ليالِ.
وأرتديت فريدة فستانًا صنع خصيصًا في باريس من خيط فضية والدانتيلة الفرنسية الجميلة وبأكمام طويلة وذيل قصير صنعه أشهر محل أزياء بباريس في ذلك الوقت.
وأنعم فاروق برتبة الباشوية على والدها وأنعم على والدتها بوشاح النيل.
وأنجبت من الملك فاروق ثلاثه بنات هن الأميرة “فريال، فوزية، فادية”، وكانت محبوبة من الشعب المصري.
وفي 17 نوفمبر سنة 1948 صدر بلاغ رسمي من الديوان الملكي عند طلاق فاروق لفريدة، وطلاق شاه إيران لفوزية طلاقًا بائنًا وتم نشر الخبران متجاوران في يوم 19 نوفمبر 1948.
ولقد بكى فاروق بعد أن وقع وثيقة الطلاق، ولما انتهت مراسم الطلاق كان فاروق قد أختفى تمامًا وبعد عدة ساعات عثرت عليه شقيقاته في إحدى حجرات القصر وهو يبكي وينوح مثل طفل صغير، وأنتقلت فريدة بعد الطلاق إلى بيت والدها واصطحبت معها صغرى بناتها فادية لحضانتها واشترط فاروق أن تعود فادية إليه في حالة زواج فريدة.
وبعد الطلاق استردت فريدة اسم صافيناز، ولقد تلقى الناس الخبر بوجوم وحزن وغضب وإستياء وبذلك خسر فاروق الكثير بطلاقها إذ كانت تمثل رمز النقاء والشرف أمام المواطنين داخل القصور الملكية ومنذ طلاقها أصبحت فريدة مثلًا عاليًا لبنات جنسها وللزوجات اللاتي يرفضن الحياة الناعمة.
وأهداها فاروق قصرًا عند طلاقها لتعيش فيه بالقرب من الأهرام
وفاتها
قامت بعمل كشف عام وتحاليل كثيرة، ظهر فيها أنها تعاني من لوكيميا الدم، فكانت تغير دمها كل ستة شهور وغيرت دمها في النمسا، ومرة أخرى في فرنسا. وتم الحجز لها في معهد الأورام بباريس، ثم حضرت للقاهرة وكانت تداوم على العلاج في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي ثم سافرت إلى أمريكا، واكتشفوا هناك أنها مريضة بمرض الكبد الوبائي وذلك بسبب نقل الدم.
إلي أن توفيت فجر يوم 17 أكتوبر عام 1988 عن عمر يناهز 68 عامًا.
كان موكب جنازة الملكة فريدة موكبًا مهيبًا، تقدمه الكثير من كبار المسؤلين المصريين. ولكن كثيرًا من أفراد الشعب -خاصة كبار السن- حرصوا على السير في الجنازة حتى مثواها الأخير.