طاهٍ آلى فى الصين (بالفيديو)
تجري الاستعانة بالروبوتات حول العالم خلال الأزمة الصحية الراهنة لإيصال واعداد الطعام أو إجراء فحوص طبية أو حتى تعقيم المواقع.
وتستخدم مدرسة في مدينة شنغهاي الصينية إنسانا آليا بلون أصفر فاقع لتحضير الأطباق وتقديمها في المقصف في محاولة لتحسين سلامة الغذاء في الوقت الذي تكافح فيه الصين للسيطرة على تفشي فيروس كورونا.
وبدأت مدرسة مينهانغ الثانوية التجريبية، التي يتراوح أعمار تلاميذها بين 11 و13 عاما، استخدام الروبوت في أكتوبر/تشرين الأول بعد فترة قصيرة من افتتاح المدرسة، الأمر الذي أدى إلى الاستغناء عن الطهاة.
ويستخدم الروبوت الذي يبلغ طوله ثلاثة أمتار تقريبا ذراعه ليلتقط الأطباق الفردية المعدة سلفا مثل البيض المطهو على البخار وأجنحة الدجاج المقلية ويضعها في جهاز مايكرويف ضخم لتسخينها قبل فترة الغداء.
ومع قدوم التلاميذ إلى المقصف يضع الروبوت الطعام على صوان تتحرك على سير ناقل حتى يتسنى للتلاميذ التقاطها. وقال نائب رئيس المدرسة سونغ وينغي “كل شيء سار على ما يرام لأن الآلة تضمن سلامة الطعام دون أن يلمسها البشر كما أن مذاق الطعام أفضل الآن”، مضيفا أن الروبوت عادة ما يكون أفضل من البشر في تحديد كمية التوابل التي يجب استخدامها مثل الملح والفلفل.
ولم تبرز فائدة الروبوتات في أي مجال تكنولوجي كان أو اجتماعي أو حتى علمي مثلما هي الحال في مساهمتها في مكافحة فيروس كورونا.
وتفاديا للإغلاق أو لتعريض عمال توصيل كثر للخطر، تستعين متاجر “برود برانش ماركت” الأميركية للبقالة بروبوتات قادرة على إيصال البضائع للزبائن وباتت خدماتها تستقطب عددا متزايدا من الأشخاص خلال أزمة وباء كوفيد -19.
وتلبي عمليات التوصيل بالروبوتات نسبة هامة من طلبيات توصيل الأطعمة، لكنها تضيء على حاجة متزايدة في زمن التباعد الاجتماعي والمخاوف من تفشي الوباء.
وتخضع روبوتات مستقلة مشابهة لاختبارات من جانب “أمازون” التي توفر أيضا عمليات توصيل بواسطة الطائرات المسيّرة، وهي آلات تثير اهتماما متزايدا أيضا.
مع تشكل طوابير طويلة أمام متاجر المأكولات والمشروبات في الهند إثر تخفيف تدابير الإغلاق، طورت شركة روبوت بامكانه التبضع نيابة عن البشر وللالتزام بالتباعد الاجتماعي.
كذلك تختبر شركة “وينغ” الناشئة التي أنشأتها “ألفابت” المالكة لـ”غوغل”، توصيل الأدوية التي لا يتطلب شراؤها وصفة طبية في ولاية فيرجينيا. وهي سجلت ازديادا كبيرا في الطلبيات بحسب متحدث باسم الشركة.
وباتت مستشفيات في انحاء عديدة من العالم مجهزة بروبوتات مزودة بشاشات لإجراء الاستشارات عبر الفيديو من دون الاضطرار للدخول إلى الغرفة. كما أن بعض هذه الروبوتات قادرة على تفحص رئتي المرضى.
ولا يمكن للأجهزة المزودة بأكثريتها أنظمة ذكاء اصطناعي، أن تحل محل الأطباء لكنها توفر حماية لهم.
وتسعى بعض المنظمات إلى مد الروبوتات بقدرات أكبر، بينها مختبرات في أستراليا وكندا تعمل على تطوير طائرات مسيّرة مزودة بأجهزة استشعار قادرة على رصد الإصابات التنفسية بين الجموع.
كما تعمل مختبرات على خوارزميات قادرة على تحديد وتيرة نبضات القلب ودرجات حرارة الجسم لرصد الأشخاص الذين يظهرون أعراض سعال أو عطاس في طوابير الانتظار في المطارات على سبيل المثال.
طور باحثون دنمركيون جهاز روبوت يعمل بشكل آلي تماما ويمكنه أخذ مسحات للكشف عن فيروس كورونا، وذلك حتى لا يتعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية إلى خطر العدوى.
واستبشر الباحثون من جامعة الدنمرك الجنوبية وشركة لايف لاين باستخدام نموذجهم الذي يحمل اسم “سواب روبوت” أو “روبوت المسحة” لحماية العاملين في مجال الصحة من مهمة إجراء فحوص للمرضى التي تنطوي على خطورة محتملة.
ابتكر علماء ماليزيون روبوتا على عجلات يأملون في أن يقوم بجولات على أجنحة المستشفيات لفحص مرضى فيروس كورونا، ما يقلل من خطر إصابة العاملين الصحيين بالعدوى.
و”ميديبوت” هو روبوت أبيض بطول 1.5 متر، مجهز بكاميرا وشاشة يمكن من خلالها للمرضى التواصل عن بعد مع الأطباء.
وزوّد الروبوت الذي صنعه علماء من الجامعة الدولية في ماليزيا، جهازا لفحص درجات حرارة المرضى عن بعد.
وتنشر مستشفيات في تايلاند “روبوتات نينجا” لقياس درجة حرارة أجسام المرضى وحماية صحة العاملين الطبيين المثقلين عند الخطوط الأمامية في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وكيّفت هذه الآلات التي صنعت في الأساس لمراقبة حال المرضى الذين تعرضوا لجلطات دماغية، بسرعة للمساعدة في محاربة المرض
وتنجح الروبوتات أيضا في مهام التنظيف والتعقيم، وهو مجال أساسي في زمن تفشي فيروس كورونا المستجد.
باتت المستشفيات تتجه على نحو متزايد إلى الروبوتات القادرة على القضاء على الجراثيم وتعقيم الغرف من الفيروسات والبكتيريا في خلال بضع دقائق، من الستائر إلى مقابض الأبواب.
واضطرت شركة “زينيكس” الأميركية و”يو في دي” الدنماركية على سبيل المثال إلى زيادة إنتاجهما من الروبوتات التي تصدر أشعة ما فوق البنفسجية قادرة على القضاء على العوامل المسببة للأمراض.
وفي فرنسا، صممت “شارك روبوتيكس” واختبرت وحدة تعقيم تضاف إلى أحد روبوتاتها العاملة تحت الأرض وفي استطاعتها إجلاء الضحايا وإخماد الحرائق.
ويساعد روبوت على شكل كلب سمي “كاي 9” على توفير معقم لليدين للأطفال والمتبضعين في مراكز تجارية في تايلاند في إجراءات لافتة للوقاية من كوفيد-19.
وتستخدم تكنولوجيا الجيل الخامس للتحكم بالروبوت الذي يجوب مركز “سنترال وورلد” التجاري في وسط بانكوك مستقطبا انتباه الأطفال الفضوليين المتحمسين للحصول على المعقم من عبوة مثبتة على ظهر الروبوت.
نقلا عن الشرق الأوسط