محمد السيد
لا أحد يستطيع أن ينكر الإنجازات التي حققها الألماني يورجن كلوب منذ أن تولى الأمور الفنية في ليفربول منذ أكتوبر 2015 وبصمته الواضحة على الفريق التي جعلت ليفربول يعود بطلا لأوروبا وانجلترا بعد غياب طويل في عامين متتاليين 2019 و2020.
لكن على الجانب الآخر فهناك أخطاء وقع فيها كلوب ظلت تتراكم على مدار السنوات الماضية حتى ظهرت أثارها على الفريق ونتائجه خلال الموسم الماضي الذي استطاع في النهاية خطف المركز الثالث المؤهل لدوري ابطال اوروبا بعدما استغل تعثر منافسيه ليستر وتشيلسي في ظل انشغالهم بلقب الكأس الذي حسمه ليستر لصالحه بالاضافة الى تركيز تشيلسي ايضا على لقب دوري ابطال اوروبا الذي حققه على حساب المان سيتي بهدف نظيف.
وتتلخص أخطاء كلوب فيما يلي:
1) الجانب التكتيكي: لا يتمتع كلوب بالمرونة التكتيكية فهو يلعب بطريقة لعب ثابتة 4\3\3 أياً كانت ظروف الفريق من حيث الاصابات او الحالة الفنية للاعبيه مما جعل الفريق محفوظا لكل الفرق خاصة في ظل اصرار كلوب على عدم الدفع بشاكيري الذي يمتلك الامكانيات التي تجعله يطور من شكل وأداء الفريق في الملعب.
2) ثبات التشكيل وضعف البدلاء: اذا كان ثبات التشكيل مفيدا للحفاظ على التجانس بين اللاعبين الا انه من الممكن أن يتحول الى نقمة اذا شعر اللاعب بضمان مركزه وهو ما حدث لجميع العناصر الاساسية لليفربول خاصة في ظل ضعف دكة البدلاء الخاصة بليفربول وهو الأمر الذي يتحمله كلوب بكل تأكيد.
كلوب استغنى عن لوفرين دون أن يعوضه بلاعب أخر لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويتعرض الثلاثي الدفاعي فان دايك وجوميز وماتيب للاصابة وينتهي موسمهم مبكراً، وعلى مستوى الأظهرة فأرنولد لا يوجد له بديل سوى ميلنر الذي هو في الاساس وسط ملعب، أما روبيرتسون فبديله هو اليوناني المغمور تسيميكاس الذي لا يستطيع أن يتولى اعباء الجبهة اليسرى بمفرده في حالة غياب روبيرتسون أو هبوط مستواه.
أما على المستوى الهجومي فالموسم الأخير كان الأسوأ لثلاثي المقدمة صلاح وماني وفيرمينو على المستوى الجماعي أما على المستوى الفردي فمستوى فيرمينو انهار تماما مما أجبر كلوب على اخراجه في كثير من المباريات والدفع بالبرتغالي الشاب ديوجو جوتا الذي أكد أنه صفقة رابحة بعدما أستطاع أن يحقق طفرة هجومية للفريق.
3) ضعف شخصية كلوب في بعض الأحيان: من المعروف عن كلوب أنه يتعامل نفسيا بشكل جيد مع لاعبيه ولكن هذا ليس معناه أن يخرج الاعبون عن النص فصلاح ابدى امتعاضه سواء عند استبداله أو جلوسه احتياطيا في بعض المباريات هذا بخلاف ماني الذي رفض مصافحة كلوب عند استبداله في احدى المباريات وهي تصرفات لم يكن لكلوب أي ردة فعل تجاهها وهو الأمر الذي قد يؤثر على هيبة المدرب وسيطرته على الفريق اذا تكررت مثل هذه التصرفات.