رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجى يتوجه إلى أنجولا والكونغو الأسبوع المقبل، وموزمبيق في مايو، وذلك بعد اتفاق 9 مليارات متر مكعب سنويا الموقع في الجزائر.. الدفع باتجاه مصادر الطاقة المتجددة..
وقعت الحكومة الإيطالية اتفاقية من أجل استيراد 20 مليار متر مكعب من الغاز من الجزائر سنوياً؛ حيث يتمثل الهدف في التحرر بأسرع ما يمكن من الغاز الروسي وربما التوقف عنه مع التمويل غير المباشر لغزو أوكرانيا بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان هذا هو الغرض على الأرجح؛ حيث هبطت الطائرة التي كانت تقل رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجى ووزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في الجزائر بعد الساعة 12 ظهرًا.
ويدرك دراجى ودي مايو أن إيطاليا ستواجه انخفاضًا في الناتج المحلي الإجمالي بدون الغاز الروسي.
ويقول ذلك بنك إيطاليا واتحاد الصناعات والحكومة، حيث انخفضت في الموازنة التي وافق عليها مجلس الوزراء مؤخرًا بشكل كبير توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.1٪.
ولذلك هناك حاجة إلى الخطة ب، مع مضاعفة استيراد الغاز من الجزائر، بإضافة حوالي 9 مليارات متر مكعب سنويًا إلى العشرة الموردة إلى إيطاليا بحصة شركة إيني عبر خط أنابيب الغاز ترانسميد في عام 2021.
وهي كمية تساوي نحو ثلث الـ29 مليار متر مكعب القادمة من روسيا.
ووقع دراجى، رفقة دي مايو و وزير الطاقة روبرتو سينجولاني والرئيس التنفيذي لشركة إيني، كلاوديو ديسكالزي، بروتوكولًا مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لاتفاق حكومي.
وعقب محادثات مع تبون، وقعت شركة المحروقات الحكومية الجزائرية “سوناطراك”، اتفاقا مع شركة “ايني” الإيطالية، لإمداد روما بكميات إضافية من الغاز تصل إلى 9 مليارات متر مكعب سنويا.
وقالت إيني إن سوناطراك ستوفر تدريجيا كميات إضافية من الغاز اعتبار من السنة الجارية (لم تحدد موعدا)، تصل إلى 9 مليارات متر مكعب سنويا في سنتي 2023 و2024 .
والاتفاق مع الحكومة الجزائرية يتوقع زيادة بنسبة 50٪ في الإمدادات، ومع ذلك يمكن للجزائر واقعياً أن تزيد الغاز المرسل إلى إيطاليا بمقدار 2-3 مليار متر مكعب في وقت قصير وبمقدار 4-5 مليار أخرى في غضون 5 سنوات.
من جهته، قال دراجى، إن العلاقات بين إيطاليا والجزائر لها جذور عميقة، مشيراً إلى أن الجزائر هي الشريك التجاري الأول لإيطاليا في القارة الأفريقية وتنمو التجارة بين البلدين بسرعة.
وأضاف أن الحكومتين الإيطالية والجزائرية وقعتا إعلان نوايا بشأن التعاون الثنائي في قطاع الطاقة، ويضاف إلى ذلك الاتفاق بين إيني وسوناطراك لزيادة صادرات الغاز إلى إيطاليا، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
واعتبر دييجو جافاجنين، خبير الطاقة ومنسق مؤتمر الغاز الطبيعي المسال، أن الاتفاقية الموقعة في الجزائر هي خطوة أولى نحو التحرر التدريجي من روسيا، موضحاً أنه في حال إضافة الكميات التي تضمنها شركة إيني مع تلك الناتجة عن الاتفاقية فإننا نصل إلى حوالي ثلث التدفقات التي تصل اليوم من روسيا.
وقال إنه في حالة انخفاض الطلب على الغاز في إيطاليا فسيكون ذلك بالتأكيد إشارة سيئة للاقتصاد لأنه يعني إغلاق العديد من الصناعات، مشيراً إلى أن انخفاض الطلب قد يؤدي إلى تقليل الطلب وبالتالي توفير كفايتنا من الغاز الجزائري وتوديع موسكو.
هذا ووضع دراجى جدول أعمال يشبه إلى حد كبير حملة، عبر التوجه إلى الدول الأفريقية المنتجة للطاقة لتأمين إيطاليا في أسرع وقت ممكن.
ويتوجه رئيس الوزراء الإيطالي بعد عيد الفصح مباشرة إلى الكونغو وأنجولا وتحديداً في 21 و22 أبريل، فيما يتوجه في أوائل مايو إلى موزمبيق بهدف متابعة استراتيجية تنويع الطاقة، حيث الإمكانية العالية لإبرام اتفاقيات جديدة لتوريد الغاز فضلاً عن الطاقة النظيفة.
وتقع مراكز إيني الرئيسية، بالإضافة إلى شمال إفريقيا، في الصحراء في الكونغو وأنجولا ونيجيريا وموزمبيق، وهي مناطق زادت فيها أنشطة التعدين بشكل كبير.
وبالإضافة لذلك، هناك أيضًا إمكانية استيراد الغاز المسال من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن المشكلة تكمن في البنية التحتية وأجهزة إعادة الغاز؛ حيث لا توجد سعة إضافية كبيرة.