سلايدرمنوعات

تعرف على شيخ الأزهر الـ34 من نسله أيمن الظواهري

كتب: بيجاد سلامة

هو محمد بن إبراهيم الأحمدي الظواهري الشافعي ولد عام 1878م، بقرية كفر الظواهرى بمحافظة الشرقية، كان أبوه من خيرة علماء الأزهر، فعني بتعليم ابنه وتعهده بنفسه، وأرسله للدراسة في الأزهر وحصل علي العالمية من الدرجة الأولي، بعدها رشحته مواهبه للتدريس بالقسم العالي بمعهد طنطا، وأنتدبه شيخ الأزهر لهذه المهمة على الرغم من حداثة سنه.

وكان الظواهري موهوبًا، فلفت الأنظار إليه واتسعت حلقته العلمية، وأقبل الطلاب عليه لغزارة علمه.

وألّف في هذه الفترة كتابًا بعنوان “العلم والعلماء” دعا فيه إلى الإصلاح، وأنتقد طريقة التدريس بالأزهر، وكان ينحو في دعوته منحى شيخه محمد عبده، وأثار الكتاب ضجة كبيرة، وامتعض منه الخديوي عباس حلمي، وأصدر الشيخ الشربيني شيخ الجامع الأزهر، أمرًا بإحراق الكتاب.

في أغسطس 1907م، توفي والده والذي كان يشغل مشيخة معهد طنطا، وأراد أن يخلف والده في المنصب، وأيده أعيان طنطا وكبراؤها، فكاتبوا الخديوي عباس حلمي يرجونه تنفيذ هذه الرغبة، لكن صغر سن الشيخ وقف حائلاً دون ذلك.

ولما خلا مكان شيخ معهد طنطا شغله الظواهري على الرغم من معارضة كثيرين من شيوخ الأزهر، وفي عهده افتتح المبنى الجديد للمعهد، وحضر الخديوي حفل الافتتاح، وحاول الشيخ أن يجري إصلاحات عديدة في المناهج الدراسية ووسائل التدريس، لكنه كان مقيدًا بالحصول على موافقة المجلس الأعلى للأزهر، ولما كان معظم أعضائه من “المحافظين” فإن جهوده لم تلق دعمًا منهم، واضطر الشيخ إلى الاعتماد على نفسه في تطوير الدراسة في حدود اختصاصاته، وأنشأ عدة جمعيات للطلاب في الخطابة واللغة والتوحيد، يبث من خلالها أفكاره الإصلاحية، وأنشأ مجلة للمعهد وأسهم بماله في تكوينها، فكانت لسان المعهد وتعبيرًا عن أنشطته الثقافية.

ولما تولّى الملك فؤاد عرش البلاد توقفت صلته بالظواهري، لكن الوشاة أوغروا صدره عليه فتغير من ناحيته، وكان من نتيجتها إلغاء القسم العالي بمعهد طنطا، ونقل الظواهري شيخًا لمعهد أسيوط.

تولى الظواهري مشيخة الأزهر في 10 أكتوبر 1929م، وبدأ في خطة الإصلاح ولعل أبرز هذه الخطوات لما ترتب عليها من نتائج، ظهور الكليات الأزهرية التي صارت نواة الجامعة الأزهرية.

وتضمن “قانون إصلاح الأزهر” الذي صدر في عهده سنة 1930م جعل الدراسة بالأزهر أربع سنوات للمرحلة الابتدائية، وخمس سنوات للمرحلة الثانوية، وألغى القسم العالي واستبدل به ثلاث كليات هي:

         كلية أصول الدين

         كلية الشريعة

         كلية اللغة العربية، ومدة الدراسة بها أربع سنوات، يمنح الطالب بعدها شهادة العالمية

وأنشأ القانون نظامًا للتخصص بعد مرحلة الدراسة بالكليات الثلاثة، علي عدة تخصصات:

         تخصص في المهنة، ومدته عامان يشمل تخصص التدريس ويتبع كلية اللغة العربية،

         تخصص للقضاء ويتبع كلية الشريعة

         تخصص الوعظ والإرشاد ويتبع كلية أصول الدين، ويمنح المتخرج شهادة العالمية مع إجازة التدريس أو القضاء أو الدعوة والإرشاد.

         تخصص في المادة ومدته خمس سنوات، يتخصص الطالب في أي فرع من الفروع الآتية: الفقه والأصول، والتفسير والحديث، والتوحيد والمنطق، والتاريخ، والبلاغة والأدب، والنحو والصرف، ويمنح المتخرج في تخصص المادة شهادة العالمية من درجة أستاذ.

نقل هذا القانون الطلاب من الدراسة بالمساجد إلى مبان متخصصة للتعليم، وتحول بنظام الحلقات الدراسية التي كانت تعقد بالأزهر إلى نظام الفصول والمحاضرات، وأصبحت كل كلية مسؤولة عن التعليم، وتتولى الإشراف على البحوث التي تتصل بعلومها، وأطلق على القسمين الابتدائي والثانوي اسم “المعاهد الدينية”، وكان هذا القانون خطوة حاسمة في سبيل القضاء على نظام الدراسة القديمة، وبداية ميلاد جامعة الأزهر.

ولم يكن إصلاح الإمام مقصورًا على تنظيم الكليات وتعديل المناهج العلمية، بل كانت له أياد بيضاء، فسعى إلى إصدار مجلة ثقافية تتحدث باسم الأزهر، أطلق عليها في أول الأمر “نور الإسلام” ثم تغير اسمها إلى مجلة الأزهر، وصدرت في 29 مايو 1930م.

استقالته من المشيخة

لم يستطع الإمام أن يحقق كل ما يطمح إليه من وجوه الإصلاح التي دعا إليها في كتابه “العلم والعلماء” لإعتبارات سياسية، فاشتدت معارضة العلماء والطلاب له، وزاد عليها الأزمة الإقتصادية التي كانت تمر بها البلاد، ولم يجد خريجو الأزهر عملاً لائقًا، وعمل بعضهم دون أجر حتى يحفظ لنفسه حق التعيين حينما تواتيه الظروف.

وزاد الأمور سوءًا أن السلطات طلبت من الظواهري فصل مائتين من العلماء في ظل هذه الظروف، فاستجاب لهم وفصل بعضهم، وبلغت الأزمة مداها بفصل عدد من طلاب الأزهر الغاضبين من سياسته والثائرين عليه، فلم يراعوا حرمة الشيخ وجلال منصبه، فجابهوه بالعداء السافر، وكانت التيارات الحزبية وراء اشتعال الموقف، ولم يستطع الشيخ أن يعمل في ظل هذه الظروف العدائية، فقدم استقالته في 26 إبريل 1935م.

يذكر أن نسب أيمن الظواهري المنتمي لتنظيم القاعدة والمعروف قيامه بقيادته بعد أسامة بن لادن إلى الشيخ محمد الأحمدي الظواهري

 

 

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى