
تشهد سوق المدافن في مصر موجة غير مسبوقة من الارتفاع الحاد في الأسعار، وصلت في بعض المناطق إلى مستويات وُصفت بـ«الخيالية»، حيث بلغ سعر بعض المقابر نحو 6.5 مليون جنيه، في ظاهرة أثارت جدلًا واسعًا حول ما بات يُعرف بـ«تجارة الموت».
وبحسب تقرير بثّته قناة العربية، فإن أسعار المدافن شهدت قفزات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، خاصة في مناطق غرب القاهرة وطريق الواحات، حيث تحولت المقابر من خدمة اجتماعية ضرورية إلى سلعة استثمارية تخضع لقوانين العرض والطلب والمضاربة.
وأوضح التقرير أن أسعار المدافن تختلف باختلاف الموقع والمساحة ومستوى التشطيب، إذ تبدأ الأسعار من نحو 500 ألف جنيه للمقابر البسيطة، بينما تتجاوز 3 ملايين جنيه للمساحات الأكبر، وقد تصل إلى 6.5 مليون جنيه في بعض المناطق التي تُوصف بـ«الراقية».
ويرجع مختصون هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها نقص الأراضي المخصصة للمدافن، وزيادة الطلب مقابل محدودية المعروض، إلى جانب انتشار السماسرة والمضاربة، فضلاً عن دخول بعض المستثمرين إلى هذا المجال بهدف تحقيق أرباح مرتفعة.
وأثار هذا الوضع حالة من الغضب بين المواطنين، في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، حيث بات تأمين مدفن لائق يمثل عبئًا ماليًا ثقيلًا على كثير من الأسر، وسط مطالبات بتدخل الدولة لضبط السوق وتوفير مقابر بأسعار مناسبة.



