
في مشهد يلخص عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، اضطر عشرات النازحين إلى نصب خيامهم في مقبرة بمدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد أن ضاقت بهم السبل نتيجة القصف الإسرائيلي وارتفاع تكاليف المعيشة والإيجارات.
وتظهر الصور التي التُقطت يوم 20 سبتمبر الجاري خيامًا مؤقتة نُصبت بين القبور، حيث يحاول الأطفال اللعب وسط الرمال فيما تحمل النساء المياه من مسافات بعيدة.
رندى مصلح، وهي أم لـ 11 طفلاً، أوضحت أن إيجار قطعة أرض صغيرة قد يصل إلى 1000 شيقل شهريًا (300 دولار)، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الأسر. وتابعت: “جئنا إلى هنا مجبرين… لم نجد مكانًا آخر، فأقمنا خيمة بين المقابر”.
وأكدت الأمم المتحدة أن نحو 388 ألف شخص نزحوا منذ منتصف أغسطس الماضي داخل القطاع، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 700 ألف فلسطيني فرّوا من مدينة غزة باتجاه الجنوب.
ورغم هذه الأوضاع القاسية، يجد النازحون أنفسهم بين خطر الحرب من جهة، وأشباح القبور والثعابين والعقارب من جهة أخرى، في صورة تختصر حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع منذ عامين تقريبًا من الحرب المستمرة.