النيل 24سلايدرعرب وعالم

بوجبة واحدة يوميًا.. أسرة غزّية تكافح الجوع وسط أهوال الحرب

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتفاقم معاناة المدنيين يوماً بعد يوم، حيث تكشف الشهادات الميدانية عن أوضاع إنسانية صادمة، إذ تكافح آلاف الأسر للبقاء على قيد الحياة في ظل انعدام الأمن الغذائي وندرة المواد الأساسية.

وفي تقرير نشرته صحيفة الخليج، روت سيدة فلسطينية تُدعى أم محمد من سكان مخيم جباليا شمال القطاع، تفاصيل الحياة القاسية التي تعيشها مع أسرتها المؤلفة من عشرة أفراد، والذين لا يجدون سوى وجبة واحدة يوميًا مكوّنة من بعض الأرز أو العدس، وسط ظروف إنسانية كارثية وأجواء حرب لا تهدأ.

أسبوع من الجوع والقلق

تروي السيدة الغزية ميرفت (38 عامًا) تفاصيل أسبوع قاسٍ عاشته عائلتها، ففي يوم الأحد، حصلت الأسرة على نصف كيلوجرام تقريبًا من العدس المطبوخ من مطبخ خيري، وهي نصف الكمية التي تحتاجها لإعداد وجبة واحدة.

ويوم الاثنين، وزعت إحدى منظمات الإغاثة المحلية بعض الخضراوات في المخيم، لكن الكمية لم تكن كافية لعائلة ميرفت، فذهبت ابنتها منى (14 عامًا) إلى المطبخ الخيري وعادت بكمية ضئيلة من البطاطس المطبوخة، ما دفع الجميع لملء بطونهم بشرب الماء.

يوم الثلاثاء، حصلت الأسرة على نحو نصف كيلوجرام من المكرونة المطبوخة، كما حصلت إحدى بناتها على بعض الفلافل من قريب، ويوم الأربعاء كان “جيدًا نسبيًا” إذ تلقت الأسرة طبق أرز مع عدس من المطبخ الخيري، ثم طبقين صغيرين إضافيين بعد إلحاح من منى.

لكن يوم الخميس كان الأسوأ، إذ كان المطبخ الخيري مغلقًا ولم تتمكن العائلة من معرفة السبب، لم يكن لديهم ما يأكلونه سوى كيس الفول السوداني لطفلتها لمى (11 شهرًا)، الذي حصلوا عليه كمكمل غذائي لأن حليب الأطفال الصناعي اختفى تقريبًا.

وقالت ميرفت، التي استُشهِد زوجها في بداية الحرب وهو ذاهب للحصول على الطعام: “أنا ما عندي حليب كفاية في صدري لأطعمها لأني أنا نفسي ما قادرة ألاقي حاجة آكلها”.

تقول أم محمدإنهم فقدوا منزلهم في قصف إسرائيلي، ولجأوا إلى مدرسة تابعة لوكالة الأونروا، لكنها لم تكن ملاذًا آمنًا، إذ سرعان ما تعرضت أيضًا للاستهداف، ما أجبرهم على العودة إلى أنقاض منزلهم المدمَّر. وتؤكد أن أبناءها ينامون وهم جائعون، ولا يملكون سوى الدعاء والصبر في مواجهة الجوع والخوف.

ويعيش سكان القطاع تحت وطأة حصار مشدد وغياب شبه تام للخدمات، في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء، وتدهور المنظومة الصحية، ونفاد الوقود والدواء والمياه النظيفة. وقد حذرت منظمات إنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أرواح المدنيين في غزة، لا سيما الأطفال.

ويُقدّر برنامج الأغذية العالمي أن قرابة 90% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما تؤكد التقارير الدولية أن وصول المساعدات الإنسانية ما زال يواجه تحديات كبيرة بسبب القيود المفروضة على المعابر.

في ظل هذا المشهد القاتم، تبقى قصة أم محمد واحدة من آلاف القصص التي تعكس حجم المعاناة اليومية لأهالي غزة، والذين باتوا يخوضون معركة البقاء بأبسط مقومات الحياة.

 

 

 

 

موضوعات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى