كتب: بيجاد سلامة
أم كلثوم غيرت مطلع أغنية أنت عمري، حيث كانت تبدأ بكلمة “شوقوني عنيك” وبعد تفكير أقترحت بدلًا منها “رجعوني عنيك”.
لكن من أجمل الحكايات الخلاف الذي وقع بين أم كلثوم والملحن الكبير رياض السنباطي، بسبب خاتمة أغنية الأطلال التي جلس السنباطي يدندن لحنها علي العود لأول مرة, وما إن وصل إلي الكوبليه الأخير الذي ينتهي بقول إبراهيم ناجي “لا تقل شئنا فإن الحظ شاء” حتي قالت أم كلثوم بإنزعاج: لا يا رياض القفلة عالية قوي.. لا لا.
وثار السنباطي قائلًا: أنت عايزه إيه يا أم كلثوم؟
قالت: عايزه أغير القفلة
قال السنباطي: يعني إيه؟
قالت: يعني تكون من الطبقة الواطية.
وعند ذلك وقف السنباطي غاضبًا وقال وهو يغادر: أنت المطربة وأنا الملحن وأنا عارف بعمل إيه.
وكانت قطيعة بين الإثنين استمرت “4” سنوات رغم تدخل الوسطاء وتأكيد السنباطي
أنه لن يغير جملة واحدة لانه يفهم صوت أم كلثوم جيدًا ويعرف مساحة صوتها ودي القفلة التي تناسب صوتها وهي قادرة علي آداء أصعب من ذلك.
وأخيرًا وبعد إلحاح الأصدقاء وافقت أم كلثوم علي عدم تعديل القفلة، ولم يجد السنباطي بدًا من العدول عن موقفه الذي انتصر فيه.
وغنت ام كلثوم، الأطلال في الخميس الأول من أكتوبر1966 وعند وصولها إلي القفلة التي أثارت الخلاف، وطلب منها الجمهو أن تكررها أكثر من مرة.
وخرجت أم كلثوم من المسرح ولأول مرة لا تتجه لبيتها كما تعودت, بل إلي بيت رياض السنباطي, وتفتح زوجة السنباطي الباب الذي يدق جرسه في هذه الساعة المتأخرة لتجد أم كلثوم التي أندفعت مسرعة للداخل وكلماتها تسابق دموعها وهي تعبر له عن أسفها لضياع “4” سنوات تعطلت فيه الأغنية وهي تقول: أنت كنت فاهمني أكتر من نفسي.
