فنونمصرمنوعات

الجارديان: سرقات فنية لأسباب وطنية

كتب : جمال المراغي

رصدت جريدة “الجارديان” البريطانية في تقرير خاص لها أبرز حوادث السرقات الفنية لمجموعة من أهم اللوحات العالمية، والتي حاولت الأجهزة الأمنية البحث عنها وإعادتها، إلا أن العديد منها ظل ضائعًا وأغلبها سرقت لأسباب غير مادية بل وورائها وازعًا وطنيًا.

كانت أول سرقة فنية مسجلة في عام 1473 عندما قام مجموعة من القراصنة البولنديين بالسطو على مجموعة “الحساب الأخير“، وهي ثلاثية للرسام الألماني “هانز ميملينج”، واستولوا عليها على متن سفينة متجهة إلى فلورنسا. وعلى الرغم من الجهود الإيطالية لاستعادتها، فإنها لا تزال في المتحف الوطني بلندن.

وفي عام 2000؛ فجّر  بعض اللصوص  عددًا من السيارات في أجزاء مختلفة بالعاصمة السويدية ستوكهولم لخداع الشرطة وإلهائهم عن عملية الهجوم وسرقة المتحف الوطني للفنون الجميلة هناك. ونجح في الهروب بزورق سريع مع “بورتريه ذاتي” للفرنسي رامبرانت واثنين آخرين لمواطنه أوجست رينوار، وتمكنت الجهات الأمنية من استعادتها جميعًا بحلول عام 2005.

برزت بشدة سرقة لوحة “الموناليزا” للإيطالي دافنشي من متحف اللوفر عام 1911. حيث خطط “فينتشنزو بيروجيا”، وهو موظف إيطالي في المتحف، للأمر بإحكام إيمانًا منه في حق بلاده في استعادتها، واحتفظ بيروجيا باللوحة في بيته لما يقرب من عامين ولكنه سقط في يد الشرطة أثناء محاولته تسليمها لأحد المتاحف في إيطاليا، وتم سجنه لبضعة أشهر فقط، ليعود إلى بلاده التي تعاملت معه كبطل، بل وقدرت إدارة  متحف اللوفر  دوافعه الوطنية وأعادته للعمل عام 1913.

كما اختفى بورتريه “مدام كليمنت” لفان جوخ من معرض “ريتشي أودي” للفن الحديث في بياتشينزا عام 1997. وبعد عدة أشهر  عثر بستانيًا  على اللوحة في حديقة المتحف، وكانت مخبأة خلف لوحة معدنية بجوار أحد جدران المعرض. وبعد أيام  أقر هولنديان  بمسئوليتهما عن الحادث، وأن نيتهما كانت إعادتها إلى وطنهما.

برز  اسم”الرجل العنكبوت” في باريس عام 2010 ولكن كلص فرنسي تمكن من سرقة خمس لوحات من متحف الفن الحديث هناك، بينها  لوحة “المرأة ذات المروحة”  للإيطالي أميديو موديلياني، وألقت الشرطة القبض على شريك اللص الذي قام بإتلاف اللوحات وصدر ضده حكمًا بالسجن لثمان سنوات، بينما الرجل العنكبوت مازال حرًا طليقًا وادعى بفخر عبر شبكة الانترنت أن سرقاته الفنية جميعها لأسباب وطنية.

وكان دافنشي على موعد مع سرقة جديدة لإحدى لوحاته “العذراء تغزل النسيج” عام 2003  من قلعة “درملانريج” في اسكتلندا من قبل سائحان إيطاليان. واستعادتها الشرطة بعد أربع سنوات لتحفظ بالمتحف الوطني في إدنبرة في اسكتلندا.

في عام 1961، قام سائق حافلة يدعى “كمبتون بونتون” بسرقة لوحة “دوق ولنجتون” لجويا من على جدران المعرض الوطني بلندن قبل بيعها لجامع لوحات أمريكي مقابل  392 ألف دولارًا، وكان مبلغًا ضخمًا في حينه، وكان هناك غضبًا عارمًا ضد عملية البيع تلك، خفتت حدته بعد السرقة، وبعد أربع سنوات أعادها بونتون طواعية مقابل فدية تبرع بها للأطفال الفقراء.

انفردت لوحة “الصرخة” لإدفارت مونك بسرقة نسختين مختلفتين منها، الأولى عام 1994 أثناء افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ليلهامر، حيث اقتحم أربعة رجال المتحف الوطني في النرويج واستولوا عليها واستبدلوها برسالة قصيرة  بها عبارة “شكرًا لسوء الأمن”، ونجحت الشرطة النرويجية بمساعدة الشرطة البريطانية في استعادته بعد عامين، وسرقة الأخرى من متحف “مونك” بأوسلو من قبل لصوص مسلحين في عام 2004، ورغم أن الكاميرات التقطتهم أثناء هروبهم، ولكن اللوحة لم تعد بعد.

ومازالت لوحة “الصبي ذو السترة الحمراء” للفرنسي بول سيزان وثلاث أخرى ضائعة منذ سرقتها من مجموعة “بوهلر” بزيورخ عام 2008  على يد ثلاثة لصوص  كانوا يرتدون أقنعة تزلج، ومن بينها أيضا لوحة “الكونت ليبيك وبناته” للفرنسية إدغار ديجا.

رغم السعي الدؤوب من الشرطة الدولية لأكثر  من 50 عام لكن التحفة الرمزية “المهد مع القديس فرانسيس وسانت لورانس” التي سُرقت من كنيسة في باليرمو لم تعد بعد، وزعم أحد جامعي اللوحات الفنية مؤخرًا  أنها في قصر أحد زعماء المافيا الدولية وأن هناك مفاوضات لإقناعه بالتبرع بها لإحدى الكنائس.

وليلة الاحتفال بالألفية الجديدة، سُرقت لوحة “أوفير سور واس” للفرنسي بول سيزان من متحف “أشموليان”، والتي كانت تقدر قيمتها حينها بنحو 3 ملايين جنيه إسترليني، لا تزال اللوحة مفقودة.

كانت لوحة “لا موتا” لرفائيل واحدة من لوحتين رائعتين انتزعتا من قصر الدوقية في أوربينو في عام 1975، والثانية “جلد المسيح”  لبييرو ديلا فرانشيسو. حيث خطط لصان محليان لتسويقهما دوليًا ولكن تم استعادتهما وقت لاحق سليمة في سويسرا.

وتعد السرقة الفنية الأكبر لمجموعة غاردنر الفنية، والتي تتألف من 13 لوحة من متحف “إيزابيلا ستيوارت غاردنر” ببوسطن بالولايات المتحدة  عام 1990. وكانت قيمتها الإجمالية وقتها 500 مليون دولار وتضمنت لوحة “الحفلة الموسيقية” للهولندي فيرمير التي يُعتقد أنها اللوحة المفقود الأكثر قيمة في العالم وأيضًا لوحات للفرنسيين مانيه، ديغا ورامبرانت. ومازال اختفائها لغزًا لم يُحل بعد.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى