قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق – المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر إن مفهوم التعايش السلمي بين أبناء المجتمع مفهوم إسلامي أصيل، طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، من خلال الوثيقة التي عرفت بـ “وثيقة المدينة”، والتي نصت في بنودها أن العلاقة الطيبة بين أفراد المجتمع الواحد هي التي يجب أن تسود بينهم، بصرف النظر عن أديانهم وأعراقهم وألوانهم.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدتها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بدول الناطقين باللغة الفولانية، على صفحة أزهر فولاني، وهم (السنغال، موريتانيا، غينيا بساو، غينيا، كونكاري، نيجيريا، بوركينافاسو، كاميرون، غامبيا، نيجيريا، مالي)، تحت عنوان “التعايش السلمي في المجتمع متعدد الديانات”.
وأوضح الهدهد أن قول الحق تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “، هو ترسيخ لأسس التعايش السلمي في المجتمعات، إذا عمل بها الناس لعاشوا في أمن وسلام، وحققوا المقصود العملي للتعايش السلمي والتعارف البناء لعمارة الأرض رغم اختلافاتهم جنسا ولونا وعرقا ولغة ودينا، مؤكدا أن الإسلام دين عالمي تدعو تعاليمه لتعايش كافة البشر، باعتبار أن الإنسان مخلوق مكرم من الله “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”.
وأشار إلى ضرورة تبليغ الناس المعاني التي تحمل قيم الإسلام النبيلة، مستشهدا بالآية الكريمة: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”، فالاية تشير لقيمة التعاون في الخير لأنها قيمة من أعظم القيم التي أرساها الإسلام فهي قيمةٌ نفسيّة واجتماعيّة وإنسانيّة عظمى، يستشعر الفرد من خلالها بمسئوليته تجاه الآخر، وبها تكتمل سلسة الحياة والمنافع للناس أجمعين، خاصة التعاون في العمل الصالح ونشر الفضائل والسلوك القويم لرقي المجتمعات.