المطاط ينقرض ولا بديل له
يتميز المطاط الطبيعي بمتانة ومرونة منقطعة النظير وقدرة فائقة على مقاومة الماء. ولهذا يدخل المطاط في صناعات متعددة، بدءا من إطارات السيارات والأحذية وصولا إلى سدادات المحركات وعوازل الأسلاك وغيرها من أجزاء الأجهزة الكهربائية. ويُستخدم المطاط أيضا في صناعة الواقيات الذكرية والملابس والكرات الرياضية وحتى الأربطة المطاطية.
وزادت أهمية المطاط العام الماضي، بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا، لتصنيع معدات الوقاية الشخصية للأطباء والممرضات حول العالم.
في الواقع، يعد المطاط من السلع التي تحظى بأهمية عالمية بالغة إلى حد أن الاتحاد الأوروبي صنفه ضمن قائمة المواد الخام الحرجة.
غير أن بوادر أزمة في المطاط الطبيعي أخذت تلوح في الأفق. فالآفات الزراعية وتغير المناخ وتهاوي الأسعار العالمية عرّضت إمدادات المطاط العالمية للخطر، ودفعت العلماء للبحث عن حلول عاجلة قبل فوات الأوان.
لكن لماذا أصبحت هذه السلعة المهمة مهددة إلى هذا الحد؟
يبلغ حجم الإنتاج العالمي من المطاط الطبيعي نحو 20 مليون طن سنويا، ويسهم بالحصة الأكبر منه أصحاب الأملاك الصغيرة في الغابات الإستوائية. ويعتني الملايين من هؤلاء العمال بمزارع في تايلاند وإندونيسيا والصين وغرب أفريقيا، فينزعون برفق اللحاء من الأشجار لاستخلاص عصارة بيضاء تشبه الحليب، ثم يشكلونها على هيئة لوحات ويجففونها في الشمس. ويسهم هؤلاء المزارعون بنسبة 85 في المئة من إجمالي إنتاج المطاط الطبيعي.