كتبت – إسراء القرنشاوى
يختلف الكثير منا حول مفهوم الحب عامة وبالاخص تعريف الحب عند الرجل والمرأة ، فالحب هو مجموعة من المشاعر المُركّبة التي يختلف كل منهما في التعبير عنها.
يشبه الحب بالقوة الخارقة التى لا يعرف متى ستعصف به، ولا يعرف كيف ومتى السيطرة عليه أو إخفائه، ويكون الحب مرهون بالتبادل والقبول من الطرف الآخر، واستجابته لمشاعر الشريك.
تختلف العواطف والمشاعربين الرجل والمرأة ، وذلك لاختلاف الطبيعة والتركيب الداخلى لكل منهم ، كما أن تأثير العواطف عليهما أمرٌ متفاوت، فالمرأة أكثر حساسيّةً تجاه المشاعر، وأفضل في إدراكها.
يختلف الرجل والمرأة عند الوقوع فى الحب فهناك العديد من الفروق التي يختلف فيها الرجل والمرأة عند شعورهما بالحب، ولكنّ يبقى الحب الصادق ويستمر مع الوقت، مهما اختلف أطرافه، فنجد أن تبادل المشاعر، والحصول على ودّ الشريك، وإعجابه، أمرٌ لا غنى عنه.
ونجد أن هذه الفروق ليست قواعد تتساوى فيها جميع النساء والرجال، هناك عدة اختلافان بين الرجل والمرأة عند القوع فى الحب وفيما يلى نعرضها عليكم:
سرعة الوقوع فى الحب واستخدام العقل والتفكير
إجريت دراسات كثيرة حول الرجل والمرأة بشأن الحب وذلك من ناحية أيهما الاسرع فى الوقوع فى الحب وكانت نتيجة هذه الدراسات مفاجأة على عكس ما نتوقعه فأثبتت الدراسات أن الرجال يقعون فى الحب بشكلٍ أسرع من النساء، وذلك نتيجة لتحفظ المرأة والخوف من الاستسلام للحب، كما أنها دائما ما تخشى خسارة الحبيب.
تفكر النساء جيّداً في الشخص الذي تبدأ مشاعرها بالتحرك نحوه، وتحاول استخدام عقلها في كيفية علاقتها به من من كافة النواحي، كإمكانيّة استمرارها ومستقبلها، ولا تحاول الاندفاع نحوه، بل تتأنى في تفسير مشاعرها، وكذلك السيطرة على نفسها ومشاعرها قبل الوقوع في حبه.
أمّا الرجل فهو على العكس تمام، فعندما يجد بعض الصفات الجذابة في المرأة كمظهرها أو شخصيتها يبدأ بمحاولة التقرّب منها دون التفكير، ولا ينتظر كثيراً في خوض تجربه الحب معها، كما أنه لا يتردد إذا وجد نفسه واقعاً في حبها، وقد ينظر للأمر على أنّه شعور جميل يتبعه، ويسير خلفه، وفي حال خسارته لحبيبته، أو عدم الانسجام معها، قد يبحث عن حبٍّ جديد، على عكس المرأة التي تتمسك بحبها ولا تتخلى عنه بسهولة.
التعبير عن الحب
الرجل يكون أول من يأخد خطوة التعبير عن الحب ، والتصريح بمشاعره، ويرجع ذلك لجرأة الرجل على القول والشجاعة،أما المرأة كما ذكرنا سابقا دائما ما تكون متحفظة ولا تنخرط بسهولة فى العلاقة، لكن بمجرد دخول الطرفين في علاقة مؤكدّة، يأتى هنا دور المرأة حيث أنها تعبر عن حبها بشكلٍ ملحوظ أكثر من الرجل، وقد تعتبرها أحد أهم السلوكات الرومانسيّة اللفظيّة التي تعبر فيها عن حبها، بالتالي قد يُفضّل الزوج إظهار مشاعره بطرق أخرى غيرها.
الرومانسية وإظهار المشاعر
يتميز دائما الرجل بالرومانسيّة في الحب، وقد تكون أكبر من رومانسيّة النساء، على عكس ما يقال بأنّ المرأة أكثر رومانسيّة من الرجل، وهذا بحسب الدراسات الحديث، بدلالة أنّ بعض الرجال يؤمنون بحقيقة الحب من أول نظرة، في حين أنّ المرأة تحاول إخفاء مشاعرها، وعدم الانجراف نحوها بسرعة.
يُركز الرجل على العلاقة العاطفيّة وإظهارها في الوقت نفسه الذي يبدأ بالشعور بالحب، بينما تميل المرأة للتركيز على الاستقرار العاطفي، واستمرار العلاقة الجيّدة فيما بعد.
الاهتمام بالمظهر الخارجي
يهتم كلّ من الرجل والمرأة بالمظهر الخارجي للشريك وهو أمر لا يمكن إنكاره، ومن هذه المظاهر: أناقة ملابسه، ولياقته البدنيّة، واهتمامه بذاته، لكن بالنسبة للرجل يُشكّل المظهر نقطة جذب مهمّة له عند اختياره شريكته، والإعجاب بها ثمّ الوقوع في حبها، أمّا المرأة فرغم اهتمامها للأمر لكنّها أقل تركيزاً من الرجل عليه.
التعامل عند حدوث خلاف مع الحبيب
يحدث بعض الخلافات بين الرجل والمرأة في الحب، وعادةً ما تكون المرأة أكثر رغبةً، وإلحاحاً على التغيير؛ لإصلاح العلاقة وحلّ المشاكل والنزاعات التي تواجههما ليستمر الحب، لكن قد يلجأ بعض الرجال إلى التصرف بسلبيّة عند حدوث نزاع مع حبيبته، وهذا الأمر يختلف ويعتمد على شخصيّة وتفكير كلّ رجل، وتقوم المرأة عادةً بتصحيح المشاكل بطريقة منطقيّة في الوقت المناسب، ولا تُكثر من الشكوى.
النظرة المستقبلية للعلاقة والالتزام مع الحبيب
نظرة المرأة والرجل للحياة المستقبليّة والرغبة في قضاء الحياة مع الحبيب والاكتفاء به، متقاربة جداً،ولكن هناك اختلاف فى ذلك، فنجد أن قدرة المرأة على الالتزام تجاه الحبيب مدى الحياة، تفوق على الرجال الذين أكدوا الرغبة ذاتها، وهو مؤشر إيجابيّ يؤكد على أنّ الحب شعور حقيقيّ وصادق لا يتغيّر رغم اختلاف الأجناس.
نصائح لتجاوز الفروقات بين الحبيبين
هناك فروقات طبيعية بين الجنسين وبالتالى نجد أن هذه الفروقات تؤدى الى خلافات بين الحبيبين،لذا عليهم اتباع بعض النصائح التي تساعدهم على تجاوزهذه الفروقات والاختلافات لحلّ المشاكل، واستقرار العلاقة بينهما، ومنها ما يأتي:
- التواصل الجيد بين الحبيبين، فقد يكون السبب الحقيقي وراء الفروقات بينهما ضعف التواصل، الذي هو المفتاح الرئيسي لنجاح العلاقات واستمرارها.
- احترام كلّ منهما للطرف الآخر، وتقديره، وعدم الإساءة له رغم اختلاف كلّ منهما في أسلوب التعبير عن الحب، أو الشخصية، أو طريقة التفكير بالحبيب.
- الاهتمام الكافي بالشريك، وإشعاره بالحب، وذلك من خلال التصرفات، أو عبر مصارحته بمشاعر الحب بشكلٍ مباشر لتعميق الحب بينهما، رغم الفروقات.
- استماع الحبيبين لبعضهما، وإعطاء كلّ منهما الفرصة لشريكه ليوضّح مشاعره، ويُفصح عنها، والإنصات له باهتمام، ومبادلته الحوار والنقاش.
- استشارة اختصاصي العلاقات لمعرفة الطرق الصحيحة التي تُمكّن الحبيبين من تجاوز الفروقات بينهما، والوصول لعلاقة صحيّة ومستقرّة.