سلايدرمنوعات

الشيخ المراغي الإمام الـ33 للأزهر.. أنشأ لجنة الفتوى وهيئة كبار العلماء  

كتب: بيجاد سلامة

ولد الشيخ محمد بن مصطفى بن محمد بن عبدالمنعم المراغي في 9 مارس 1881، بقرية المراغة بمحافظة سوهاج، حفظ القرآن وظهرت نجابته فأرسله أبوه إلى الأزهر ليكمل تعليمه فيه، فتلقى العلوم على كبار مشايخه، وكان معروفًا بين أقرانه من الطلاب بالأخلاق الكريمة والحرص على مواصلة البحث والدراسة ووفرة التحصيل.

وفي 26 مايو 1904م تقدم لإمتحان العالمية فنالها بتقدير الدرجة الثانية، وكان الشيخ محمد عبده هو الذي يمتحنه، فلاحظ أن المراغي مريض، فلما انتهى الامتحان قال له: لاحظت أنك محموم ولكنك كنت فوق الإجازة، وظهرت النتيجة وكان المراغي أول زملائه في النجاح، وإن لم ينل الدرجة الأولى؛ لأن إجماع لجنة الامتحان عليها عسير، وقد دعاه الشيخ محمد عبده إلى منزله تكريمًا له.

ثم بدأ التدريس بالأزهر، ولم يطل مُكثه بالتدريس إلا بضعة أشهر، حتي طلبت حكومة السودان من الشيخ محمد عبده اختيار قضاة السودان الشرعيين، فأختار الإمام المراغي في مقدمتهم، فسافر الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي قاضيًا لمديرية دنقلة، وبعد قليل نُقل الشيخ الإمام قاضيًا لمديرية الخرطوم.

وفي سنة 1907م اختلف هو وقاضي القضاة والسكرتير القضائي في وجهة النظر في اختيار المفتشين بالمحاكم الشرعية في السودان، فقدَّم استقالته وعاد إلى مصر.

وفي 9 سبتمبر 1907م عين مفتشًا للدروس الدينية بديوان عموم وزارة الأوقاف، ولكنه لحبه للبحث والدراسة عاد إلى التدريس بالأزهر مع احتفاظه بوظيفته في الأوقاف.

وبجانب ذلك تولي عدة مناصب قضائية هامة وهي:

  • رئيس التفتيش الشرعي بوزارة الحقانية (العدل) في 9 من أكتوبر سنة 1919م.
  • رئيس محكمة مصر الكلية الشرعية في 21 من يوليو سنة 1920م.
  • عضو المحكمة العليا الشرعية في 27 من يناير سنة 1921م.
  • رئيس المحكمة العليا الشرعية في 11 من ديسمبر سنة 1923م.

مؤلفاته

  • الأولياء والمحجورون
  • تفسير جزء تبارك
  • بحث في وجوب ترجمة القرآن الكريم
  • رسالة (الزمالة الإنسانية)
  • بحوث في التشريع الإسلامي وأسانيد قانون الزواج
  • مباحث لغوية بلاغية، كتبها أثناء تدريسه لكتاب التحرير في الأصول.
  • الدروس الدينية، وهي تفسير لبعض السور والآيات القرآنية

مشيخة الأزهر

في يوم 28 مايو 1928م صدر قرار بتولية الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي مشيخة الأزهر الشريف، فأقبل بعزيمة قوية على النهوض بالأزهر ليتبوأ المكانة الجديرة به في تاريخ النهضة الإسلامية

ومن الأعمال الجليلة التي قام بها أثناء توليه

  • إنشاء لجنة الفتوى في 11 أغسطس 1935م
  • إنشاء قسم الوعظ والإرشاد سنة 1928م
  • أنشأ هيئة كبار العلماء عام 1911م
  • أنشأ مراقبة خاصة للبحوث والثقافة الإسلامية تختص بالنشر والترجمة والعلاقات الإسلامية والبعوث العلمية والدعاة عام 1945م

وفاته

لقي الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي في حياته متاعب عديدة، وتعرَّض لخصومات عنيفة من بعض الأحزاب، وبعض العلماء، وبعض أصحاب السلطان أوهنت قوته وأضعفت صحته.

ولكن أشهرها حينما طلَّق الملك فاروق الملكة فريدة أراد إصدار فتوى شرعية تمنعها من الزواج بعده، وحاول حمل الإمام بكل الوسائل على إصدار هذه الفتوى، فرفض، وكان الإمام المراغي مريضًا بمستشفى المواساة، ثم زاره الملك وعقب مشادة عنيفة بينهما بسبب إصرار الإمام على عدم إصدار هذه الفتوى للملك فقال له عبارته الخالدة: أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التَّحريم فلا أملكه، وطال الجدال وصاح المراغي بأعلى صوته قائلا: إنَّ المراغي لا يستطيع أن يُحرِّم ما أحل الله.

وعلى أثر هذه المقابلة الصاخبة وما حدث فيها انتكست صحة الشيخ، ولم يلبث إلا قليلا حتى لقي ربه يوم 22 أغسطس 1945م.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى