كتب: بيجاد سلامة
ولد الشيخ عبد الباقي القليني في مدينة قلين، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، ولا يُعرف تاريخ ميلاده لعدم انتظام النواحي الإدارية في ذلك الوقت، وعدم الاهتمام بهذه الأمور.
غادر قريته قلين قاصدًا القاهرة ليلتحق بالجامع الأزهر، ودرس علوم الأزهر مثل: «التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وعلوم المنطق، والوضع والميقات»، تتلمذ على يد الشيخ النشرتي، ودرّس في الجامع الأزهر.
قبل توليه المشيخة كان يعتني بتوجيه تلاميذه إلى الاهتمام بالكتب القديمة والبحث في أمهات الكتب لاستخراج ما بها من كنوز ومعارف، وكان يساعدهم على فهم ما صعب عليهم فهمه في تلك الكتب، ويملي عليهم الحواشي لإيضاح الغوامض وتبسيط المعقد، ولم تعرف للشيخ القليني أي مصنفات.
أجمع المشايخ والعلماء مع الوالي على تعيينه كشيخ للأزهر بعد وفاة الشيخ النشرتي، وازدهر الأزهر في عصره وتخرج علماء كبار من حلقته من أبرزهم: الشيخ محمد صلاح الدين البرلسي، وأحمد بن مصطفي بن أحمد الزبيري المالكي
فترة ولايته
تولى الشيخ القليني مشيخة الأزهر سنة 1120 هـ 1709م، بعد وفاة شيخه النشرتي، وبعد أن خاض تلاميذه وزملاؤه صراعًا عنيفًا من أجل توليته المنصب. ولم يشترك القليني في هذا الصراع من قريب أو من بعيد لوجوده بعيدًا عن القاهرة آنذاك بل اشترك فيه تلاميذه وزملاؤه المقربون الذين كانوا يرون أنه الأحق بولاية هذا المنصب الجليل. وقد ظل الشيخ القليني في هذا المنصب حتى وفاته.