
الدوحة – النيل24
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، في أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالعاصمة القطرية الدوحة، والتي خُصصت لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر.
وفي مستهل كلمته، وجّه الرئيس السيسي خالص التقدير لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على استضافة القمة في توقيت وصفه بـ”البالغ الدقة”، مؤكداً أن المنطقة تواجه تحديات غير مسبوقة تسعى إسرائيل من خلالها لتحويلها إلى “ساحة مستباحة”، بما يهدد الاستقرار الإقليمي ويشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين.
ونقل الرئيس السيسي تضامن مصر الكامل مع قطر قيادةً وشعباً في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أن ما جرى يمثل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وسابقة خطيرة تمس الأمن القومي العربي والإسلامي”.
وأكد الرئيس أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأن استمرار هذا النهج يشي بغياب الإرادة السياسية لتحقيق السلام، ويكشف عن نية مبيتة لإفشال جهود التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة.
كما دعا السيسي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف الانتهاكات، وإنهاء ما وصفه بـ”حالة الإفلات من العقاب” التي تتمتع بها إسرائيل.
وشدد الرئيس المصري على أن “الغطرسة الإسرائيلية والانفلات غير المسبوق” يحتمان على قادة العالمين العربي والإسلامي إرساء أسس ومبادئ مشتركة تعبر عن مصالحهم، مؤكداً أن القرار الأخير لمجلس الجامعة العربية حول “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة” يمثل أساساً يمكن البناء عليه.
وفي هذا السياق، طرح السيسي مبادرة بإنشاء آلية عربية – إسلامية للتنسيق والتعاون لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية الراهنة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة باتت ضرورة لحماية الأمن القومي وصون المصالح المشتركة.
كما جدّد الرئيس رفض مصر الكامل لسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكداً أن الحل العادل والشامل يكمن في إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف السيسي أن مؤتمر “حل الدولتين”، المقرر انعقاده في نيويورك يوم 22 سبتمبر الجاري، يمثل محطة مفصلية على طريق الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، داعياً جميع الدول التي لم تعترف بعد إلى الإقدام على هذه الخطوة باعتبارها السبيل الوحيد للحفاظ على حل الدولتين.
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن “الرسالة واضحة: لن نقبل بالاعتداء على سيادة دولنا، وسنقف صفاً واحداً دفاعاً عن الحقوق العربية والإسلامية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعيش بكرامة وأمن”.