كتب – بيجاد سلامة:
هى السيدة نفيسة بنت الحسن يقول عنها الإمام الذهبى: كانت من الصالحات العوابد أسس مسجدها والذي يقع ضمن الطريق المشهور بـ”طريق أهل البيت” والذي يبدأ بمقام زين العابدين وينتهي بمشهد السيدة زينب علي مرورا بالسيدة نفيسة والسيدة سكينة والسيدة رقية، وسيدي محمد بن جعفر الصادق والسيدة عاتكة عمة الرسول.
يحرص المصريون على زيارة المسجد والمقام يوم الأحد من كل أسبوع ويطلقون عليه يوم الحضرة، ولا يعرف أحد ما هو السر وراء ارتباط الزيارة بيوم الأحد أو بصلاة العصر بالتحديد، ولكنه بعض عشاق المكان يقولون إنه اجتهاد من المصريين توارثوه جيلا عن جيل، فمن منطلق حبهم لآل البيت خصصوا لكل ضريح من أضرحة آل البيت يوما للزيارة أطلقوا عليه الحضرة.
بعد وفاة السيدة نفيسة، أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبدالله بن السري بن الحكم، واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبى، فجمعوا له مالًا وفيرًا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى أيضًا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيبًا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم.
وجاء في خطط المقريزي أن أول من بنى علي قبر السيدة نفيسة هو عبيدالله بن السري، والي مصر من قبل الدولة العباسية، ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية حيث أضيفت له قبة ودون تاريخ العمارة علي لوح من الرخام وضعت علي باب الضريح وتبين اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وألقابه.
أعيد تجديد هذه القبة في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله بعد أن حدثت فيها بعض التصدعات والشروخ.
كما تم كساء المحراب بالرخام سنة 1138م، إلى أن أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون.. وكان أول من تولى منهم الخليفة المعتضد بالله أبو الفتح أبوبكر بن المستكفي.
وجدد المشهد النفيسي في عصر العثمانيين في عهد الأمير عبدالرحمن كتخدا وبني الضريح علي هذه الهيئة الموجودة عليه الآن.
والمسجد له مدخل للرجال ومدخل للنساء وبداخله ممر طويل يصل إلى المقام الشريف، وفي هذا الممر يوجد لوحات مرسومة فى حب أهل البيت وبعض الأشعار في مدحهم.
شاهد أيضًا..