علوم وتكنولوجيامصرمنوعات
انفراد: البطريق يحمي الإنسان
كتب : جمال المراغي
لم تلهيه واجباته الوظيفية والاجتماعية الكبيرة عن شغفه الكبير بالمشاركة في إنقاذ العالم ووجد في البطريق السبيل لذلك، هذا الكائن البحري الأقرب للبشر كونه يسير على الأرض منتصبًا ويتكاثر كزوج ويتفانى في رعاية صغاره إلى حد التضحية بالنفس، وما لا يدري به الكثيرون أن للبطريق مهام جليلة وأساسية في حياة الإنسان ولكن «بابلو جارسيا بوروبرو» أدركها.
عرف بابلو عنه أن طائر البطريق عادة ما يعوم في الماء على بطنه وظهره الأسود لأعلى فلا ينتبه له أحد، ولكنه يعوم على صدره ليبرز بطنه الأبيض ليحذر البشر -الذين يعشق رفقتهم- بأن هناك حيوان مفترس يسبح أسفل منه وذلك في عملية تمويه بصري عجيب ينقذ به الآلاف من الناس، كما يعد البطريق مؤشرًا لصحة ونظافة المحيطات لأنها حساسة للغاية تجاه التغيرات البيئية والمناخية، تلك المحيطات التي تزود العالم بالأكسجين اللازم للحياة وتنظم الطقس في جميع أنحاء المعمورة، وتمد العالم بنحو ثلث ما يحتاجه البشر من غذاء.
ووجد بوربورو أن هناك 10 أنواع من أصل 18 نوع من طائر البطريق مهدد بالانقراض بسبب تغير المناخ والصيد الجائر والتلوث البيئي، ليس من بينها التي تعيش في القارة القطبية الجنوبية، ولكن الأنواع التي تعيش في المناطق الأكثر دفئًا، في أفريقيا ونيوزيلندا وأمريكا الجنوبية خاصة منطقة «باتاجونيا» مسقط رأسه، والتي انطلق منها، وفي لبه ووجدانه ما كانت تحكيه له جدته عن طيور البطريق حيث عاشت منذ عقود بداية تكوين مستعمرة طيور البطريق التي اختارت هذه المنطقة بعد اختبارها ووجدته مناسبًا لها ولأبنائها.
اكتشف بابلو أن هناك 40 ألف من طيور البطريق تموت سنويًا في جنوب باتاجونيا بسبب تسرب النفط، فبدأ رحلته النضالية من أجل إنقاذها واستغل خبراته في مجال القانون حتى حررها من هذا التلوث، ثم أسس عام 2009 «جمعية البطريق العالمية» وجعل منها منظمة دولية تكرس جهودها لحماية جميع أنواع البطريق الثمانية عشر وليس المهددة بالإنقراض فقط.
عمل بوربورو على دراسة مناطق طيور البطريق واكتشاف ما يهدد حياتها والعمل على القضاء عليه أو الحد منه على الأقل، ووجد أن نقص الغذاء يجعلها تبحر لمسافات بعيدة بحثًا عما تطعم به صغارها الذين غالبًا ما يموتون قبل عودتها إليهم، فوفر لهم بابلو الطعام من جانب، ومنع صيد ما يتغذى عليه طيور البطريق من جانب آخر.
