يحق للمصريين أن يفخروا بأنهم أصحاب أقدم حضارة عرفها العالم حتى الآن، ولكن العلم واكتشافاته يأخذنا إلى حقيقة أخرى تتعلق بمهد البشرية وآثار وجود الإنسان الأول في العالم التي تعود بحسب أحدث ما توصلوا إليه إلى نحو مليوني عام مضت في مضيق “أولدفاي” بتنزانيا، والذي جعل العلماء يطلقون على المنطقة مهد البشرية.
أصدر فريق باحثين معهد “ماكس بلانك” لعلوم التاريخ البشري تقريرًا عن نتائج عملهم المستمر في أقدم موقع أثري في العالم بالتعاون مع علماء جامعة “كالجاري” بكندا و”دار السلام” في تنزانيا، ومحاولتهم لسد الفجوات المتعلقة بدلائل وجود البشر والحياة في هذه الأرض، وتحليل البقايا البشرية والأدوات التي ربما كان يستخدمها في حياته والظروف المحيطة؛ إن كانت مواتية أم لا.
استدل العلماء على حياة الإنسان في هذه المنطقة من وجود أحافير تبدو بشرية وسط أخرى لأبقار وخنازير، أفراس النهر والفهود والأسود وضباع من الرئيسيات، وكذلك لزواحف وطيور، كما تبينوا أيضًا إلى قدرة البشر على الحياة والتكيف مع سياقات بيئية مختلفة تمامًا منذ 1.8 إلى 2 مليون عام مضت، وأن هذه التغيرات البيئية الجذرية التي حاول الإنسان التأقلم معها تسببت في تغيرات جوهرية في أن أنظمة الأنهار والبحيرات وغيرها من تضاريس الأرض، بل الإنسان في التكيف حتى بعد حدوث النشاط البركاني، كما رجح التقرير إن اسلاف البشر في أفريقيا كان لديهم القدرة عن الذهاب لأبعد الأماكن على الأرض.