محمد السيد
لا شك أن تحقيق البطولات هو الهدف الأكبر والأهم لكل الأندية الكبيرة في كل مكان، ولكن بعد أن تطورت كرة القدم وأصبحت صناعة على مستوى العالم، فمن المؤكد أن الربح أصبح هدفًا أساسيًا أيضا لهذه الأندية خاصة في ظل قوانين اللعب المالي النظيف الذي تم تطبيقه في الدوريات الأوروبية منذ سنوات.
وبالنظر للصراع الشرس بين قطبي الرياضة في مصر الأهلى والزمالك، نجد أن هذا الصراع رقميا فقط ودون اي استفادة مادية حقيقية للناديين.
فعلى سبيل المثال، اتحاد الكرة المصري أعلن أنه لا توجد مكافآت من جانبه للفائز ببطولة الدوري التي حسمها الزمالك بعد صراع شرس مع الاهلي، مع العلم أن الفائز ببطولة الكأس يحصل على مليون ونصف المليون فقط، وفي المقابل عند النظر الى أحد اقوى الدوريات العربية وهو الدوري السعودي، نجد أن الفائز باللقب يحصل على ما يقرب من 30 مليون ريال ووصيفه يحصل على 25 مليون ريال، فهل من المعقول أن بطل الدوري المصري لا يحصل على اي شيء وبطل الدوري السعودي يحصل على حوالي 150 مليون جنيه؟!
وعلى الصعيد القاري، نجد أن الفائز بدوري أبطال أفريقيا يحصل على 2.5 مليون دولار مقابل 1.25 مليون دولار لبطل الكونفيدرالية وهي أرقام هزيلة مقارنة بعقود اللاعبين في الأهلى والزمالك التي من الممكن أن تتخطى هذه الارقام خلال الموسم الواحد، وفي المقابل تجد أن مكافأة الفوز بالبطولة العربية التي فاز بها الرجاء المغربي مؤخرا هي 6 ملايين دولار أي أكثر من ضعف مكافأة الفوز بدوري أبطال أفريقيا.
وعلى ما يبدو أن الاتحاد الأفريقي قد فطن إلى هذا الأمر، حيث إنه حاليا يبحث إنشاء بطولة دوري السوبر الأفريقي الذي يضم أفضل 20 فريقًا في القارة السمراء والتي سوف تصل مكافأة الفوز بها إلى 8 ملايين دولار أي أكثر من 120 مليون جنيه مصري.
بالتأكيد ما يحدث في الرياضة المصرية هو عبث، وعلى المسئولين في الأهلى والزمالك التنسيق مع القائمين على كرة القدم في مصر وبحث كل السبل لتطوير وتسويق الكرة المصرية بشكل أفضل وتحقيق استفادة مادية كبيرة لتغطية النفقات الباهظة التي يتم انفاقها، فما جدوى الفوز بالبطولات طالما لا يوجد عائد حقيقي من ورائها؟