استخدم باحثون من معاهد مختلفة في المملكة المتحدة طريقة جديدة أطلق عليها اسم “ميتاجينوميكس” لتحليل المواد الجينية في جسم الإنسان بهدف التعرف على الفيروسات التي تنتشر فيه، وتعويض النقص في هذا الجانب حيث كان تركيز العلماء فيما مضى على اكتشاف البكتيريا وأنواعها نظرًا لأنها الأكبر حجمًا وبالتالي الأسهل اكتشافًا، وعمل الباحثون بهذه الطريقة المستحدثة لاكتشاف فيروسات “ميكروبيوم الأمعاء”.يؤدي “ميكروبيوم الأمعاء” دورًا مهمًا للغاية في الهضم وتنظيم جهاز المناعة، وهو المجتمع الكبير للبكتيريا والكائنات الحية الأخرى الموجودة في جهازنا الهضمي، وكشفت التحليلات الأخيرة عن جينومات كاملة لأكثر من 140 ألف نوع من الفيروسات تعيش في أمعاء الإنسان نصفها مجهول، وذلك بعد تحليل 28 ألف عينة من ميكروبيوم الأمعاء حصلوا عليها من 28 دولة، وبطبيعة الحال فإن كل فرد لا يحمل كل هذه الأنواع ولكن جزء صغير منها، والجينوم هو نموذج للكائن الحي يحمل المعلومات التي يمكن استرجاعها ومعرفة تسلسل الحمض النووي له.
ويعتقد الباحثون أن غالبية هذه الفيروسات غير ضار ولكنها جزء لا يتجزأ من الكائنات الحية الدقيقة في أجسامنا، بل ويمكن أن نجد لها دورها الحيوي والمفيد لأجسامنا مثل البكتيريا التي تسهم في تحسين وظائف الجهاز الهضمي والتوازن الصحي للإنسان، ولكن يمكن لبعضها مثل البكتيريا أن تسهم في تطور الأمراض مثل الدفتيريا وهي عدوى خطيرة تؤدي إلى التسمم الغذائي الذي يهاجم بدوره أعصاب الجسم، وقام الباحثون أيضًا بعمل قاعدة بيانات خاصة بهذه الجينومات المكتشفة لتزويدها بكل جديد يتوصلون إليه.