
الخرطوم – النيل24
أعلنت الشبكة العالمية لتصنيف الأمن الغذائي (Integrated Food Security Phase Classification IPC)، وهي المرجع المعتمد دولياً لتقييم أزمات الجوع، أن مدينتي الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور – غرب السودان)، وكادُقلي (عاصمة ولاية جنوب كردفان) دخلتا رسمياً في حالة مجاعة (المرحلة 5)، بعد سنوات من الحصار والصراع المسلح الذي أجبر الآلاف على النزوح وسلب سُبل العيش.
خلفية الأزمة
مدينة الفاشر خضعت لحصار دام نحو 18 شهراً من قبل قوات الدعم السريع (RSF)، ما أدى إلى قطع الإمدادات الغذائية الأساسية وارتفاع معدّلات سوء التغذية حتى زُعم أن المدنيين اضطرّوا إلى أكل أعلافِ حيوانات.
مدينة كادُقلي تشهد وضعاً مماثلاً، إذ ظلت تحت الحصار لأسابيع طويلة، مع تدهور خدمات الإغاثة وارتفاع معدلات النزوح الداخلي.
التقرير الـIPC يشير أيضاً إلى أن نحو 21.2 مليون شخص في السودان، أي ما يقارب 45 % من السكان، يعانون من انعدام الأمان الغذائي الحاد، في حين أن ما لا يقلّ عن 375 000 منهم يواجهون «مجاعة» في هذه المنطقتين فقط.
تداعيات وآفاق
يُعدّ هذا الإعلان الأول من نوعه لـIPC بالنسبة لمدينتين (وليس مخيمات نزوح فقط) في السودان. وضع المجاعة يعني: انهيار سُبل المعيشة، وفاة عشرات أو مئات من الجوع أو المرض المرتبط به، وارتفاع معدّلات سوء التغذية بين الأطفال إلى ما فوق 30 % في بعض المناطق.
في السياق ذاته، تُحذّر المنظمة من أن ما يزيد على 20 منطقة إضافية في دارفور وكردفان مهدّدة بدخولها في المجاعة إذا لم يتمّ تقديم مساعدات عاجلة وتوسيع الوصول الإنساني.
تحليل موجز
الأزمة في السودان لم تنجم فقط عن الحرب المسلحة، وإنّما عن تداخل عوامل: الحصار المعنَفي على المناطق، ضعف البُنى التحتية، ارتفاع الأسعار، انهيار الإنتاج الزراعي، وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية. ومع دخول مدينتين في المجاعة، يُصبح المشهد محكّاً لتحديد إذا ما كان النزاع نفسه صار يستخدم كسلاح غذائي.
الاستجابة الدولية لا بد أن تتّسم بـ:
فتح ممرّات إنسانية دون قيود
تسريع تحويلات الغذاء والطوارئ
حماية المدنيين من تجويع ممنهج
إعادة بناء الزراعة والإنتاج المحلي
فيرتبط منع توسّع المجاعة ليس فقط بتوزيع الغذاء، بل بوقف الحرب واستقرار الأمن.



