كتب – محمود أنور
سهير القلماوي علامة من علامات الأدب في مصر والوطن العربي، وصاحبة فكرة إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكانت شخصية المعرض في يوبيله الذهبي عام 2019، مع الراحل الكيبر الدكتور ثروت عكاشة.
هكذا احتفت الهيئة العامة لقصور الثقافة بإحدى علامات الثقافة المصرية الكبرى عبر سلسلة “عظماء بلدنا” التي تنشرها الهيئة دوريا احتفاء بشخصيات وأعلام مصرية أثرت في كل مجالات ومناحي الحياة عبر تاريخ الوطن.
ووفق تدوينة للهيئة، ولدت “القلماوي” في مثل هذا اليوم 20 يوليو عام 1911 بالقاهرة، حصلت على البكالوريا من مدرسة كلية البنات الأمريكية، وفي عام 1929 كانت أول فتاة تلتحق بجامعة فؤاد الأول “جامعة القاهرة حاليا”، حيث التحقت بكلية الآداب، وكانت سهير من السيدات الأوليات في مشوارها الأدبي والعلمي، إذ تُعد أيضا أول فتاة مصرية تحصل على الماجستير عام 1937، كما حصلت على الدكتوراه في الأدب عام 1941.
كان لمكتبة أبيها دور كبير في تنمية الموهبة لديها، فبدأت سهير الكتابة في عدة مجلات أدبية وثقافية وهي في العام الثالث في دراستها الجامعية، وأصبحت بذلك أول امرأة تحصل على تصريح بممارسة الصحافة في مصر.
بدأت مشوارها المهني بعد التخرج كأول محاضرة في جامعة القاهرة، وسرعان ما أصبحت أستاذة جامعية ولاحقا رئيسا لقسم اللغة العربية، وكانت أول امرأة تقوم بذلك، كما عملت كرئيس للاتحاد النسوي المصري، وأصبحت رئيسا للهيئة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقى، ورئيسا لمجتمع ثقافة الطفل عام 1968م، كما تولت رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب وهيئة الرقابة.
تولت القلماوي الإشراف على مؤسسة التأليف والنشر لفترة، وكان لها دور بارز بها والعديد من الإسهامات، وعملت على توسيع نطاق القراء وتشجيع الكتّاب من الشباب والنهوض بصناعة الكتب، وفي عام 1969م، أسست أول معرض كتاب في الشرق الأوسط “معرض القاهرة الدولي للكتاب”.
وفي عام 1979 بدأت مشوارها السياسي عندما دخلت مجال السياسة كعضو بالبرلمان، وشاركت القلماوي أيضا في عضوية مجلس اتحاد الكتاب، واختيرت عضوا بالمجالس المصرية المتخصصة، كما مثلت مصر في العديد من المؤتمرات العالمية.
نذكر من أهم مؤلفاتها: أحاديث جدتي، ألف ليلة وليلة، أدب الخوارج، في النقد الأدبي، الشياطين تلهو، ثم غربت الشمس، ذكرى طه حسين، المحاكاة في الأدب، العالم بين دفتي كتاب..
كما ترجمت العديد من الكتب والقصص منها: قصص صينية لبيرل بك، عزيزتي اللويتا، رسالة أبون لأفلاطون، بالإضافة إلى عشر مسرحيات لشكسبير، وأكثر من 20 كتابا في مشروع الألف كتاب الذي أطلقته هيئة الكتاب في مجال الترجمة عن اللغات الأجنبية، حرصا ورغبة منها في إطلاع القارئ العربي على كل ما يصدر في العالم الغربي من كتب في المجالات كافة.
نالت سهير القلماوي العديد من جوائز والأوسمة منها: جائزة مجمع اللغة العربية في عام 1954م، وجائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول امرأة تحصل عليها عام 1955م، وجائزة الدولة التشجيعية في العام نفسه، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1977م، ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1978م، ووسام الإنجاز عام 1978م، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987م.
ورحلت عن عالمنا علامة أدبية وسياسية بارزة لها إسهاماتها وتأثيرها في الحركة الفكرية والثقافية العربية، في 4 مايو عام 1997م، عن عمر يناهز ستة وثمانين عاما.
يذكر أنه صدر كتاب “ألف ليلة وليلة” للكاتبة الدكتورة سهير القلماوي ضمن سلسلة ذاكرة الكتابة بالهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2010.