كتب – بيجاد سلامة
العباسية هي أحد أحياء محافظة القاهرة، وهى صحراء الريدانية التي شهدت العديد من الحروب منها الحرب الشهيرة بين طومان باى وسليم الأول العثماني والتي انتهت بهزيمة طومان باي وإعدامه شنقًا على باب زويلة، والخديوي عباس هو أول من أنشأ في صحراء الريدانية المباني ومنها مستشفى العباسية وقد أقيمت المنازل على أرض العباسية المنسوبة إلى عباس حلمي الأول.
أول ضاحية كانت على الطريق المؤدي إلى قريتي المطرية وهليوبوليس أو واحات عين شمس تلكَ هي العباسية التي ألتحمت الآن بالقاهرة نفسها بل وامتد العمران إلى الشرق أكثر حيث هليوبوليس.
وضعَ أساس الحي عباس حلمي الأول باشا والي مصر بعد وفاة الوالي الثاني إبراهيم باشا في عام 1848 م وإستمرَ واليًا على مصر حتى عام 1854 م فقد قررَ عباس الأول تشييد ثكنات عسكريّة للجيش المصري على حافة الصحراء ووضعَ أسس حي العباسية وشجع الناس على تعمير هذه المنطقة عن طريق منح الأراضي وتشييد مستشفى ومدرسة وقصر وسار على منواله الوالي الرابع سعيد باشا فقد كان عباس يميل للعزلة و إختار أن يبني قصوره في المناطق الهادئة فقام ببناء قصرًا ضخمًا في العباسية ولذلك سمي حي العباسية بهذا الاسم وفي عهد إسماعيل باشا أنشأ عدة مدارس عسكريّة فيها ونقلَ إليها مدرسة الضباط المدرسة الحربية لكّي يُسهلّ على التلاميذ القيام بالتمرينات الحربية وضرب النار في الخلاء.
ويرتبط اسم حى العباسية بمستشفى الأمراض العقلية الذي أصبح مرادفًا للحى وأطلق عليه البعض “حي مستشفى المجاذيب” ويرجع تاريخه إلى عهد الخديو إسماعيل حيث أنشأت في جزء من السراي الصفراء التي أقامها الخديو إسماعيل لأن تلك المنطقة كانت تتميز بهواء صحى نقى وجو هادئ للمرضى ثم إحترقت هذه السراى وأعاد بناءها الخديو توفيق وعُرفَت من وقتها بإسم سراى المجاذيب.
وبعد ثورة يوليو 1952 م احتفظت الثورة بمقار الجيش الإنجليزى وخصصتها لوزارة الدفاع حيثُ يوجد في دائرة العباسية مقر وزارة الدفاع ومبنى الكلية الفنية والمعهد الفنى للقوات المسلحة وجميع الهيئات والإدارات والنوادي التابعة للجيش وإختارَ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الإقامة بها في منزل كان يخص ناظر المدرسة العسكرية ثم باتت مقصدًا لآلاف الأسر من كل الطبقات استوطنوا هذا الحي الذي تصدّر الصحف ونشرات الأخبار في تلك الأيام.