سلايدرمصر

عنصرية مناخية في الولايات المتحدة الأمريكية

كتب – جمال المراغي

صدرت عن جامعة “نورث كارولينا” الأمريكية دراسة محدثة لأخرى سبق صدورها قبل نحو مائة عام مضت تتناول ممارسات الإسكان العنصرية في الولايات المتحدة وأن الواقع الحالي يتوافق مع ما خطط له وكشفت عنه الدراسة الأولى، والذي ارتكز على العلاقة بين الكتل الأسمنتية والاحتباس الحراري، وأن الفقر بريء من زيادة البرودة والحرارة الشديدتين في المناطق التي يعيش بها السود والملونين،  وإنما سببه قلة المساحات الخضراء وزيادة المباني بشكل مطرد.

كشفت الدراسة عن أن الأمر دبر له بشكل محكم؛ إذ خُططت مناطق الفصل العنصري في المدن الكبرى لتكون مزدحمة بالمباني والطرق بينها ضيقة وبمساحات خضراء قليلة، تلك المناطق التي يسكنها السود والأقليات العرقية، بخلاف مناطق الأنجلوسكسون التي صُممت المباني فيها بأقل كتل ممكنة تحيط بها مساحات خضراء شاسعة وشوارع واسعة.

ويؤدي هذا إلى احتباس حراري كبير في المناطق الضيقة ذات الكتل الأكبر مما يؤدي لارتفاع الحرارة بها في أوقات وانخفاضها بشدة في أوقات أخرى بينما تنعم المناطق الأخرى بأجواء لطيفة معظم الأوقات، ويؤدي هذا بدوره لتغيير مناخي جذري على المدى الطويل وهو ما تحقق ولن يجدى معه أي تغيرات لاحقة في خطط الإسكان.

أفادت الدراسة أنه تم تحديد المناطق التي تضم أعدادًا كبيرة من الأمريكيين الأفارقة أو المهاجرين وفقًا لوثائق من قبل المسؤولين الفيدراليين، وعدلت التشريعات ووضعت الإجراءات التي تضمن أن غالبية هؤلاء لا يقطنون إلا هذه المناطق، ثم تلتها خطط الإسكان التي تضمنت أفضل الأجواء لمناطق أخرى على حساب المناطق التي يقطنونها السود والأقليات.

هذه العنصرية تعرض أبناء هذه المناطق لضربات الشمس وضعف قدراتهم الإنتاجية وصولا لمعدل وفيات مرتفع في انتظار مستجدات أخرى مع استمرار هذا الاحتباس الحراري، وما يؤكد إصرار المسئولين على استكمال المخطط رفضهم اقتراحات خبراء البيئة بزراعة مساحات خضراء في تلك المناطق للتخفيف من الاحتباس.

heat
heat
homeless

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى