ثقافة

كوفيد الصغير للكاتبة لطيفة لبصير.. هل يغير الوباء نظرة العالم؟

كتب – محمود أنور

صدر للكاتبة المغربية “لطيفة لبصير” عن المركز الثقافي للكتاب ببيروت مجموعة قصصية جديدة بعنوان “كوفيد الصغير”، والتي تقع في 160 صفحة.

تتضمن المجموعة خمس عشرة قصة، هي: “إيماءة، فادارأتم فيها، لالة ميمونة، العجزة لا يحلمون، سبع موجات، عزاء، عزلة لودفيغ دويتش، أجنحة الخفاش، حين تضحك النوارس، كل أشباح العالم، هادئة، كوفيد الصغير، ثم زارني أبو حيان التوحيدي، شجرة عارية، لقاح”.

خلقت المجموعة القصصية توليفة إبداعية تمزج بين الحقيقة والتخييل متوسلة بتاريخ أحداث مرت في زمن كورونا عبر العالم، لكنها مندمجة مع شخصيات في مختلف الأعمار، وكأن كوفيد هذا منظورا إليه عبر العمر ومزاج الشخوص وتخييلاتهم، فمرة يأتي على شكل طفل صغير مشرد أحضره رب الأسرة على المنزل في زمن كورونا وأطلق عليه لقب كوفيد، ومرة يأتي من منظور العجزة الذين رفضهم العالم كأنهم رقم إضافي ومرة يأتي ليعيد النظر في الكثير من التقاليد التي لم يعد لها جدوى مثل قصة “عزاء” والتي تصر فيها أم على تربية بناتها تربية أرستقراطية تعتمد على المظاهر، في حين تنعدم كل هذه المظاهر حين تغيب الأم عن الدنيا، وقد هيأت حتى توب خرجتها إلى الرقدة الأخيرة بدون جدوى.

غلاف المجموعة

يأتي كوفيد الصغير ليتأمل العالم الآن والتاريخ نفسه مع طرح أسئلة حول أهمية العلم والأدب والعرب والغرب، ويقف أمام تناقضات كبرى يعيشها العقل العربي كما الشأن في قصة “ثم زارني أبو حيان التوحيدي”، كما يقف أيضا على العنف الذي استشرى بين الأزواج حين تغيرت الكثير من الأشياء في حياتنا كما في قصة “هادئة”. ويظل السؤال مطروحا: هل يغير الوباء نظرة العالم؟ هل ستتغير الكثير من العادات في الحياة؟ هل سيهتم العرب بالثقافة والعلم والصحة؟

تقول الكاتبة في قصتها “لقاح”: “وجه لينا الجميل في ذاكرتي يؤرقني، أصبحت عاشقا من جديد لنفس المرأة التي تركتها بالأمس. لم أفهم سر هذا العشق الذي عاد مرة أخرى على الحياة. أفكر في أنها ينبغي أن تستيقظ، وأتخيل العالم الآن أصبح موحدا، وبأن البشرية ينبغي أن تفكر في بعضها البعض، فلأول مرة يتم توحيد العالم بسبب الوباء، وبأن الشفاء ينبغي أن يكون كونيا.”

الكاتبة المغربية لطيفة لبصير

 

وتعرف الكاتبة المغربية بأعمالها وتوجهاتها المختلفة تظهر على اختلاف أعمالها الإبداعية والنقدية والصحافية، فقد صدر لها في القصة القصيرة : “رغبة فقط” و”ضفائر” و”أخاف من” و”عناق” و”يحدث في تلك الغرفة” و”محكيات نسائية لها طعم النارنج” كما صدر لها في النقد: كتاب “الجنس الملتبس، السيرة الذاتية النسائية” والذي درست فيه مجموعة من السير النسائية العربية، إضافة إلى أعمال أخرى صدرت مؤخرا، منها كتاب “الحياة تحاكي الإبداع” و”لودفيغ دويتش”، إضافة إلى اهتمامها الصحافي وكتابتها لعمود دائم وركن أدبي في مجلة نساء من المغرب. والكاتبة لطيفة لبصير هي أستاذة في جامعة الحسن الثاني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بنمسيك، الدار البيضاء.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى