سلايدرعلوم وتكنولوجيا

ثمانية أكواب لا تكفي

كتب – جمال المراغى

بعد سنوات طويلة من تداول المعلومة، خرج علينا علماء من عدة جامعات ومراكز بحثية أوروبية بتقارير تفيد عدم دقة أن الجسم يحتاج لنحو لترين من الماء يوميًا، والدافع وراء دراسة ذلك يكمن في الموجة الحارة وغير المسبوقة التي تمر بها أوروبا، وقد أجُمل ما توصلوا إليه في تقرير أصدرته جامعة موناش الاسترالية بدأ بأن قاعدة اللتران أو الثماني أكواب هراء، لأن حاجة الإنسان تتوقف على عدة عوامل من أهمها حرارة الجو.

أشار التقرير أن قاعدة الثماني أكواب ليست بأي حال من الأحوال ضارة، وأنها تعطي فكرة تقريبية على الأقل عن الحد الأدنى من كمية المياه المطلوبة للفرد العادي، لكنها غير كافية، وخاصة عندما ترتفع درجة حرارة لأكثر من 30 درجة، ولأن الأمر لم يكن مألوف في أوروبا لهذا صمدت هذه القاعدة غير العلمية، فالحرارة تجعل الناس تعاني من الجفاف الشديد بسبب زيادة معدل التنفس وكذلك معدل التعرق الذي يفقد معه كميات غير محددة من المياه.

ومما توصلوا إليه أن الرجال البالغين متوسطي الوزن يجب أن يشربوا 15.6 كوبًا من المياه يوميًا أما النساء فيكفيهم 11.4 كوبًا، ويمكن أن تقل هذه الكميات عند تناول المزيد من الخضروات والفواكه، ويدخل في كمية المياه المطلوبة تناول الشاي، والقهوة، والحليب، والحساء ومختلف أنواع العصائر، ومن علامات الجفاف الشفاه الجافة الزرقاء، والجلد المدقق والتسارع في التنفس وصولًا للدوخة والحمى ولون البول الداكن.

تتم عملية إخماد العطش على النحو التالي؛ يدخل الماء أولًا إلى الحلق، ومنه إلى  المعدة فالأمعاء، ثم يدخل الكبد، حيث يشبع الدم في الأوردة المارة فيه. ويستغرق ذلك نحو عشر دقائق يستعيد خلالها الجسم توازنه، ورغم هذا فإن الشعور بالعطش يتوقف مع أول رشفة لأن البلعوم يرسل إشارة إلى منطقة الوظائف الحيوية في الدماغ، فتتوقف خلايا العطش العصبية عن العمل ويفرز الدماغ مادة الدوبامين التي يشعر معها الإنسان بالمتعة.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى