منوعات
أخر الأخبار

قصة ثالث مسجد بنى فى عاصمة مصر الإسلامية “مسجد بن طولون”

إعداد: بيجاد سلامة

تصوير: مصطفي سعيد

أمر ببناؤه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية سنة 263هـ بمدينته الجديدة القطائع ليصبح ثالث مسجد بني في عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص وجامع العسكر

شُيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر، ويُعتبر من المساجد المعلقة، وهو أحد أكبر مساجد مصر حيث تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية حوالي ستة أفدنة ونصف الفدان، ويقع المسجد بميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب.

وذكر أن من أسباب بناء الجامع هو ضيق جامع مدينة العسكر بالمصلين، فبدأ في بناء المسجد سنة 263هـ، ورصد لبناءه “100” ألف دينار ولكن بلغت تكلفته عند الانتهاء منه “120” ألف دينار كان مصدرها كنز عثر عليه بن طولون في الجبل.

قصص حول المسجد
– لما أمعن أحمد بن طولون في الصحراء غاصت قدم فرس أحمد غلمانه في الرمال فسقط الغلام فوقف بن طولون ونظر فوجد فتق مكان قدم الفرس ففتح فوجد مبلغ ألف ألف دينار، فكتب به إلى الخليفة المعتمد في بغداد يستأذنه فيما يصرفه فيه من وجوه البر فبنى منه البيمارستان، ثم أًصاب بعده في الجبل مالاً عظيماً فبنى منه الجامع، وأوقف جميع ما بقي من المال في الصدقات.

– لما مر بن طولون على المسجد أثناء بناؤه في رمضان، فرأي العمال يشتغلون إلى وقت الغروب، فسأل متى يشتري هؤلاء الضعفاء إفطار لأولادهم وأمر بصرفهم وقت العصر، فأصبحت عادة للعمل فى رمضان

– لما أتم بناء المسجد رأى بن طولون في منامه كأن الله تعالى قد تجلى للقصور التي حول المسجد ولم يتجلى للمسجد، فسأل المعبرين، فقالوا: يخرب ما حوله ويبقى قائماً وحده، فقال: من أين لكم هذا، قالوا من قوله تعالى: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًا، وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا تجلى الله لشئ خضع له.

– لما فرغ من بناء المسجد أمر حاشيته بسماع ما يقول الناس فيه من الأقوال والعيوب، فقال رجل: محرابه صغير، وقال آخر: ما فيه عمود، وقال آخر: ليست له ميضأة، فبلغه ذلك فجمع الناس وقال: أما المحراب فأني رأيت النبي وقد خطه لي في منامي وأصبحت فرأيت النمل قد طافت بذلك المكان الذي خطه لي رسول الله، وأما العمود فأني بنيت هذا الجامع من مال حلال وهو الكنز وما كنت لأشوبه بغيره وهذه العمد إما أن تكون في مسجد أو كنيسه فنزهته عنها وأما الميضأة فإني نظرت فوجدت ما يكون بها من النجاسات فطهرته عنها وها أنا ابنيها خلفه وأمر ببنائها.

– لما فرغ من بناء الجامع رأى في منامه كأن ناراً نزلت من السماء فأخذت الجامع دون ما حوله من العمران، فلما أصبح قص رؤياه فقيل له: أبشر بقبول الجامع المبارك لأن النار كانت في الزمن الماضي، إذا قبل الله قرباناً نزلت نار من السماء أخذته.

– لما انتهى الجامع وفتح للصلاة لم يحضر أحد من المصلين لاعتقادهم أنه بني بمال لا يعرفون أصله وكان الناس في ذلك الوقت محترزين على دينهم، فعز ذلك على بن طولون وجمعهم في يوم جمعة وخطب فيهم وأقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو أنه ما بنى هذا الجامع “ويده تشير إليه” بشيء من ماله وأنه بناه بكنز ظفر به في الجبل الثالث

فلما سمع الناس ذلك اجتمع خلق كثير وصلوا فيه الجمعة ولما سمع الناس حكاية المحراب الذي خطه النمل عظم ذلك عندهم حتى ضاق بالمصلين فقالوا لابن طولون نريد أن تزيد لنا فيه زيادة، فزاد فيه ما يعرف حالياً بالزيادات.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى