سلايدرمنوعات

البابا الـ33 للكنيسة.. ثيؤدوسيوس الأولانى

كتب: بيجاد سلامة

بعد نياحة البابا تيموثاوس البابا “32” للكنيسة، أجتمع الأساقفة والشعب الأرثوذكسي ورسموا هذا الأب بطريركًا، وكان عالمًا حافظًا لكتب الكنيسة.

وبعد أيام أثار عليه عدو الخير قومًا أشرارًا من أهل المدينة وأخذوا فاكيوس رئيس شمامسة كنيسة الإسكندرية ورسموه بطريركًا بمعاونة يوليانوس، الذي كان البابا تيموثاوس قد حرمه لموافقته لمجمع خلقيدونية.

ولما رسم فاكيوس نفوا البابا ثاؤدسيوس إلى جرسيمانوس وبعد 6 أشهر من نفيه ذهب إلى مليج وأقام بها سنتين وبعد ذلك تقدم أهل الإسكندرية إلى الوالي وطلبوا منه أن يأمر بإعادة راعيهم الشرعي وطرد فاكيوس الدخيل ووصل الخبر إلى الملك يوستينيانوس والملكة ثاؤذورا، فأرسلت تسأل عن صحة رسامة البابا ثاؤدسيوس حتى إذا كانت طبق القانون يتسلم كرسيه فعقدوا مجمعًا من الشعب ومائة وعشرين كاهنًا وأجمعوا علي أن ثاؤدسيوس رسم بإتفاق الأساقفة والشعب وفقًا للقانون.

وكان فاكيوس حاضرًا في المجمع فوقف معترفًا بأنه هو المعتدي وطلب مسامحته علي أن يبقي رئيس شمامسة كما كان قبلًا وأرسلوا للملكة بذلك غير أنه لما كان الملك موافقًا علي المعتقد غير الصحيح فكتب إلى نائبه في الإسكندرية يقول: “إذا أتفق معنا البطريرك ثاؤدسيوس في الإيمان فتضاف إليه مع البطريركية الولاية علي الإسكندرية وإذ لم يوافق يخرج من المدينة” فلما سمع البطريرك هذا القول قال: “هكذا الشيطان قال للسيد المسيح بعد ما أراه جميع مماليك العالم ومجدها أعطيك هذه جميعها أن خررت وسجدت لي”.

ثم خرج من المدينة ومضي إلى الصعيد وأقام هناك يثبت المؤمنين، ثم أستدعاه الملك إلى القسطنطينية فذهب إليها مع بعض الكهنة العلماء فتلقاه الملك بإكرام عظيم وأجلسه في مكان ممتاز وأخذ يتملقه ويخاطبه بلطف لكي يوافق علي معتقد مجمع خلقيدونية وإذ لم يوافقه نفاه إلى صعيد مصر وأقام عوضًا عنه شخصًا يسمي بولس فلما وصل هذا إلى الإسكندرية لم يقبله أهلها ولبث سنة لم يتقرب إليه إلا نفر قليل.

ولما وصل هذا الأمر إلى الملك أمر بإغلاق الكنائس حتى يخضعوا للبطريرك الذي عينه الملك فبني المؤمنون كنيسة علي اسم القديس مرقس خارج المدينة وأخري علي اسم القديسين قزمان ودميان وكانوا يتقربون فيهما ويعمدون أولادهم، ولما سمع الملك بذلك عاد فأمر بفتح الكنائس فلما سمع البابا ثاؤدسيوس بهذا الأمر خشي أن يكون الملك قد قصد بذلك أن يستميلهم فكتب لهم رسالة يثبتهم علي الإيمان المستقيم ويحذرهم من خداع ذلك المخالف.

وأقام في المنفي 28 عامًا في صعيد مصر و4 سنوات في الإسكندرية وأمضي في البطريركية 31 سنة و4 أشهر و15 يومًا.

ووتنيح بسلام يوم 28 من شهر بؤونه عام 568م.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى