غير مصنف

“لكنها لم تعتذر أبدًا”.. هذه قصة الأم التى عرضت أطفالها للبيع

بيجاد سلامة

لم تكن هذه اللافتة التى تقول “4 أطفال للبيع – الاستعلام بالداخل” مجرد محاولة من المرأة الظاهرة فى الصورة للاستجداء وطلب العطف، لقد كانت جادة جدًا، وخلال عامين من نشر الصورة كانت قد نجحت في بيع أطفالها الأربعة بالفعل بل والطفل الخامس الذى كانت حاملًا به في الصورة نفسها.

حين واجهت السيدة لويلا شاليفو وزوجها راي الإفلاس، وطلب منهما إخلاء بيتهما، فقررا بيع أطفالهما، وضعا هذه اللافتة أمام البيت في ولاية إنديانا الأمريكية، والتقط هذه الصورة صحفي في جريدة The Vidette-Messenger يوم 5 أغسطس 1948، حاولت المرأة إخفاء وجهها بينما تطلعت طفلة واحدة هي لانا “6 سنوات” إلى الكاميرا، بينما كان بقية الأطفال “رايان”، 5 سنوات، ملتون “4” سنوات، وسو إلين، سنتين، يتطلعون إلى بعضهم البعض ببراءة.

تشكك البعض في مصداقية الصورة وأعتقدوا أنها تمثيلية من المرأة للحصول على المال، لكن جميع الأطفال بيعوا فعلًا إلى عائلات أخرى بحلول عام 1950.

تم بيع رايان وملتون إلى عائلة زويتمان التي غيرت إسميهما إلى بيفرلي وكينيث، وأساءت معاملتهما كثيرًا، حتى أن رايان تتذكر أن أباها الجديد كان يناديها بالعبدة slave، وكان تتقبل هذه التسمية لأنها لم تكن تعرف معناها، غادرت رايان المنزل في سن 17 عامًا، بعد وقت قصير من تعرضها للاختطاف والاغتصاب الذي أدى بها إلى الحمل وتم إرسالها إلى منزل للفتيات الحوامل وقد تبنت طفلها فيما بعد.

أما شقيقها ملتون، فقد كان رد فعله على المعاملة السيئة هو العنف والغضب، واعتبره قاض خطرًا على المجتمع وأمضى سنوات في مشفى عقلى بعد أن خيرته المحكمة بين ذلك وبين “إصلاحية الأحداث”.

شقيقهما ديفيد، الذي كان في بطن أمه في تلك الصورة تم شراؤه ثم تبنيه رسميًا من هاري ولويلا ماكدانيل، على بعد أميال قليلة من بيت عائلته الأصلية، تلقى ديفيد تربية صارمة لكن محبة وداعمة.

لم يعرف الأشقاء ما حدث لشقيقتيهما لانا وسو إلين، إلا بعد سنوات طويلة جدًا عبر الانترنت، عرفوا أن لانا توفيت سنة 1998 بمرض السرطان، أما “سو إلين”، فقد نشأت لدى عائلة في شرق شيكاغو.

تزوجت الأم بعد هذه الصورة مرة أخرى وأنجبت 4 بنات أخريات، وحين توصل إليها بعض أطفالها الذين باعتهم وزاروها، لم تبد أي ندم.

قال ديفيد، الذي كان في رحمها في تلك الصورة، حين رأيتها، كل ما قالته لي هو: أنت تشبه والدك تماما ولم تعتذر أبدًا.

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى