سلايدرمنوعات

قصة شارع.. العزيز أول حاكم أيوبى يولد على أرض مصر ويتولى حكمها

كتب: بيجاد سلامة

هو العزيز عماد الدين أبوالفتح عثمان إبن صلاح الدين يوسف بن أيوب، هو ثاني أبناء صلاح الدين، ولد بالقاهرة عام 1171م.

وكان والده صلاح الدين قد جعله نائبًا عنه في مصر، عندما كان بالشام وحينما توفي صلاح الدين أستقل بملكها بإتفاق الأمراء وكبار الدولة؛ وبذلك يمثل العزيز أول حاكم من بني أيوب يولد على أرض مصر ويتولى حكمها.

وقد حكم العزيز مصر حوالي خمسة أعوام من 1193 حتي 1198م، وأمتد سلطانه فشمل جنوبي فلسطين بإستثناء منطقة الكرك.

والجدير بالذكر أن المصادر المعاصرة أشادت باستقامة العزيز عثمان، وصلاح حكمه، وعدله في الرعية، حتى وصفه المؤرخ “ابن خلكان” بأنه: “كان ملكًا مباركًا، كثير الخير، واسع الكرم، محسنًا إلى الناس”.

وعلى الرغم من أن مصر في عهد العزيز عثمان ظلت بمثابة قلب الدولة الأيوبية، مثلما كانت في عهد صلاح الدين، إلا أن أحوالها الإقتصادية تأثرت إلى حد كبير بسبب انخفاض فيضان النيل في عام 1194م، مما ترتب عليه حدوث القحط وانتشار الوباء، فهلكت المواشي، وكثر الزحام في الأسواق على الخبز لقلته.

ويبدو أن انشغال العزيز عثمان بالنزاع مع أخيه “الأفضل” في ذلك الدور، لم يساعد على سرعة وضع حد لتلك الأزمة الاقتصادية، التي أثرت تأثيرًا خطيرًا في أحوال البلاد والعباد.

والأفضل، هو الابن الأول لصلاح الدين، وعندما توفي والده كان يحكم: “دمشق والساحل وبيت المقدس وبعلبك وصرخد وبصرى وبانياس وهونين إلى الداروم” ببلاد الشام.

وقد أخذ أمراء الدولة الأيوبية وكبار قوادها الذين أتوا إلى مصر يوقعون بين الملك العزيز عثمان وأخيه الملك الأفضل، وأوعزوا للملك العزيز الاستبداد بالملك والقيام بالسلطنة بدلاً من أخيه، فلما أحس وزير الملك الأفضل “ضياء الدين بن الأثير” بما يجري في القاهرة، أشار إلى الملك الأفضل أن يسترضي أخيه الملك العزيز بمنحه مدينة القدس، رغم أن القدس كان ضمن أعمال وممتلكات الأفضل، إلا أن الأفضل رفض ذلك.

فأتفق أمراء الدولة الأيوبية في مصر على أن تكون المملكة مجتمعة للملك العزيز عثمان، وأشاروا على العزيز بالتوجه إلى الشام لتجتمع له المملكتان أي مصر والشام. وبالفعل خرج العزيز إلى دمشق، مقر حكم أخيه الأفضل، وحاصرها، فأرسل الأفضل إلى عمه الملك العادل وملوك البيت الأيوبي لنصرته، فتوسط العادل بين العزيز وأخيه الأفضل، وتم الاتفاق على أن يرفع العزيز الحصار عن دمشق، وبالفعل عاد العزيز إلى مصر.

إلا أن أحوال دمشق اختلت، لأن الملك الأفضل لزم الزهد وأقبل على العبادة، وترك أمور البلاد لوزيره ضياء الدين بن الأثير، وكثرت الشكوى من سوء تدبير ابن الأثير، فلما بلغ ذلك العادل والملك العزيز في مصر، قررا الرحيل إلى لشام، واستطاعا الاستيلاء على دمشق، وعزل الملك الأفضل عن ملكه وتم الاتفاق بين العادل والعزيز عثمان على أن تكون دمشق للعادل، وأن تكون الخطبة والسكة بدمشق للعزيز عثمان، وأن يكون العادل نائبًا للعزيز عثمان بها.

وفاته:

كان الملك العزيز قد توجه إلى الفيوم للممارسة رياضة الصيد، فأصابته الحمى، وحُمل إلى القاهرة، فتوفي عام 1198م.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى